أشار إلى ذلك الأكاديمي المدرس في جامعة قم "محمد رضا فخر روحاني" في حديث خاص لـ "إكنا" في معرض حديثه عن خطبة الغدير التي ألقاها رسول الله (ص) في طريق العودة من حج الوداع على حشود المسلمين وأعلن فيها خلافة الإمام علي بن أبي طالب (ع) من بعده.
وقال: "تاريخ الدين هو تاريخ تكاملي فإن الديانات جاءت لتكمل تعاليم الديانات السالفة كما إن الدين الإسلامي أكمل تعاليم الديانات السابقة له."
وأضاف: إن تاريخ حياة الرسول (ص) تنقسم إلى قبل النبوة وبعدها وأيضا مرحلة بعد النبوة تنقسم إلى حياته المباركة في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة وفي المرحلة المكية لم يتهيأ له (ص) إنشاء حكم بينما في المرحلة المدنية استطاع رسول الله (ص) إنشاء حكومة وقام بمكاتبة أباطرة الروم وإيران ليؤمنوا بالإسلام وفي مثل هذه الظروف دعا المسلمين إلى المشاركة في حج الوداع والتوقف عند الغدير وإعلان الولاية."
وأردف مبينا: "إن خُطبة الغدير تضم خُلاصة من التعاليم التي أتى بها رسول الله (ص) بمعنى إذا أردنا تلخيص تعاليم الدين الإسلامي في محاضرة واحدة فإن تلك المحاضرة ستكون الخطبة النبوية التي طالب فيها رسول الله (ص) بإبلاغها لمن لم يسمعها وهذا أمر عام لا يستهدف المستمعين للخطبة فقط."
واستطرد محمد رضا فخر روحاني قائلا: "إن للديانات نقطة كمال والإسلام هو كمال الديانات جميعا وكمال الإسلام هي الولاية التي هي استمرار النبوة."
وحول الأحداث التي حصلت بعد وفاة رسول الله (ص) قال: "إن واقعة السقيفة لم تكن سوى انقلابا عسكريا على الرسول (ص) بمعنى أنهم لم ينقلبوا على علي بن أبي طالب (ع) بل انقلبوا على نهج رسول الله (ص)."
واعتبر واقعة السقيفة منشأ للكثير من المشاكل التي يعاني منها المسلمين لغاية الآن قائلا: "لو لم تحصل واقعة السقيفة وإن المسلمين لم يرفضوا ولاية أمير المؤمنين فإننا اليوم لم نشهد ما يحصل في غزة وإن العدو لم يجرؤ على إبادة المسلمين لكما يحصل الآن في غزة."
وأكد المدرس في جامعة قم موضحا: "السبب وراء صمت الحكومات العربية إزاء جرائم الصهاينة في غزة هو أنهم ابتعدوا عن نهج الغدير" متسائلا: "لماذا هذا العدو الذي لا يرحم أحدا لا يجرؤ على العبث مع دولتنا؟ نحن وحدنا في العالم وإننا نتعرض إلى عقوبات ولكن لماذا لم يقوم العدو بالعبث مع شعبنا كما يقوم بذلك في قطاع غزة؟"
وردّ على السؤال قائلا: "السبب وراء ذلك هو أنه مبدأ الولاية والإمامة يحكم إيران بينما في الدول الأخرى ليس كذلك. في لبنان حزب الله ليست سوى حزبا ولكنه يقف أمام العدو لأنه تابع إلى مبدأ الولاية والإمامة."