ایکنا

IQNA

أولوا الأمر في القرآن / 3

ما هو آخر فرض أتم الله به نعمة الإسلام؟

9:11 - June 30, 2024
رمز الخبر: 3496040
طهران – إكنا: قال تعالى في الآية الثالثة من سورة المائدة المباركة "رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" وقد يتساءل البعض عن السبب الذي سبّبّ رضى الله بالإسلام دينا للمسلمين.

إن القرآن الكريم أشار إلى واقعة الغدير العظيمة في آيات عديدة من القرآن الكريم منها الآية 67 من سورة المائدة المباركة " بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ" وهناك آيات أخرى نزلت في هذا الشأن منها الآية الثالثة من سورة المائدة المباركة " الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا".

وهذا الجزء من الآية مستقل تماماً عن الجزء الآخر؛ لأنه أولاً: ليس ليأس الكافر من الدين علاقة بأكل الميتة أو عدم أكلها، ثانياً: إن الروايات المتعلقة بشأن نتزول الآية جاءت لتبيين هذه الألفاظ وليس الجمل التي قبلها وبعدها، ثالثاً: بحسب الروايات الشيعية والسنية، فإن هذا الجزء من الآية نزل بعد حادثة غدير خم.

إن القرآن الكريم أشار مرتين بكلمة "اليوم" إلى أمور ميّزها بصفات خاصة وهي أولا: يوم يأس الكافرين، ثانيا: يوم إكمال الدين، ثالثا: يوم إتمام نعم الله على الناس رابعا: يوم رضي الله بالإسلام دينا كاملا، فإذا حدثت كل حالة من هذه الحالات على حدة في يوم واحد، يكفي أن يكون ذلك اليوم من "أيام الله"، ولو كانت كلها يوم واحد.

كما إن الروايات الأخرى عن ذلك مثل التعبير عن يوم عرفة، ليس لها أوجه لتبرير خصائص هذا اليوم؛ على سبيل المثال ما هو الحدث المهم الذي حدث في التاسع من ذي الحجة، ليفرض حالة يأس الكفار من النصر على الدين، أو ما هي العلاقة بين التدريس العملي لمناسك الحج (تعليم جزء من الفرائض الدينية) وإكمال الدين؟

وتعبّر الآية الكريمة عن حالة إكمال الدين وإتمام النعمة على العباد، لقد اكتملت الشريعة في عهد الرسول (ص)، ولكن لتوجيه الحكومة الإسلامية إلى وجهتها وتنفيذ أحكام الإسلام في المجتمع، لا بد من مبدأ يسبب الاستقرار ويفرض (يأس الكافرين) من الدين وإكمال الدين وإتمام النعمة (على المسلمين). بما أن الغاية الأساسية للدين هو التشريع، فيجب اختيار شخص لتنفيذ الشريعة لا يسبب أي لبس في فهمها وتنفيذه بعد النبي (ص) وهذه الحالات لا يمكن تحقيقها إلا بتنصيب قيادة الأمة الإسلامية.

وكانت الولاية آخر فريضة أنزلها الله تعالى بهذه الآية وقال تعالى إنه لن ينزل بعدها فرضا آخرا، لأنه بالإمامة اكتمل الدين، وتمت الرسالة النبوية: " وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ" (المائدة/ 67) والحقيقة أن ثمرة الرسالة النبوية ليست سوى الولاية، وبدونها لا يتم الدين والرسالة والهداية الإلهية. كما جاء في نصوص الطائفتين عن النبي (ص) «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية".

 

captcha