ایکنا

IQNA

عالم دين لبناني لإکنا:

إقامة الشعائر الحسينية هي إحياء لأمر الله تعالى

7:08 - July 09, 2024
رمز الخبر: 3496103
بيروت-إكنا: صرّح عالم دين لبناني أن إقامة  الشعائر الحسينية هي إحياء لأمر الله تعالى وهل كانت كربلاء إلا لإحياء أمر الله تعالى،وأيضا هو إحياء لأمر نبينا محمد (ص) وأئمتنا (ع).

إنَّ إقامة الشعائر الحسينية هي إحياء لأمر الله تعالى

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان، الإعلامية "ريما فارس"، حواراً مع سماحة الشيخ "علي شمص" خطيب المنبر الحسيني.

بدايةً سأل سماحة الشيخ "علي شمص"عن الصفات التي يجب أن يتحلى بها قارئ العزاء ليكون فعّالاً في المجالس الحسينية؟

فأجاب:وبعد ينبغي أن يلتفت الاخوة خدام المنبر الحسيني الشريف الذين وفقهم الله تعالى لهذه الخدمة المباركة لينقلوا قضية كربلاء للناس .
أن هذه المسألة بالإضافة لأهميتها فهي فائقة الحساسية من ناحية النقل وتوضيح الفكرة للناس فلذلك ينبغي أن يلتزم ويتمسك الخطيب الحسيني بالمبادئ الإسلامية الشرعية المُتَّبَعة من ناحية اختيار الروايات واستعمال الصوت في النعي...
وأما ما ذكرتم في السؤال أنه كيف يكون فعَّالا في المجالس فذلك راجع إلى عدة أمور  أولها التوفيق والتسديد الإلهي ثم يأتي دور الإخلاص والإندفاع وكيفية تركيب المجلس وتحسين الصوت إلخ ...
وفي السؤال عن كيف يمكن لأداء قارئ العزاء المؤثر أن يعزز من قيمة اللطميات في المجالس؟
كان رد سماحة الشيخ "علي شمص"إن إقامة الشعائر الحسينية هي إحياء لأمر الله تعالى وهل كانت كربلاء إلا لإحياء أمر الله تعالى.
وأيضا هو إحياء لأمر نبينا محمد صلى الله عليه وآله وأئمتنا عليهم السلام، حيث ورد عنهم القول: "رحم الله من أحيا أمرنا".
فمجالس العزاء واللطم هي وسائل للتعبير عن انشداد الجمهور إلى عاشوراء وارتباطهم العاطفي بهذا الحدث المهم، والذي يعتبر من أهم أحداث التاريخ الإسلامي.
كما أنَّ لهذه الشعائر الدور العميق في حفظ الرسالة الإسلاميّة وبقاء الدّين الحق، الدين المحمّدي الأصيل ولها الدور الأساس في تثبيت أهداف نهضة الإمام الحسين عليه السلام في نفوس الموالين والمحبّين والمسلمين.

إقامة الشعائر الحسينية هي إحياء لأمر الله تعالى
وأضاف سماحته كما أنّ لها الدور الكبير في تثبيت مودّة أهل البيت عليهم السلام المفروضة على الأمّة في قوله تعالى: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾، بما تحقّقه من إبراز للمحبّة، كما لها دور أساس في التبرّي من أعدائهم، فإنّ التألّم لمصابهم عليهم السلام والحزن لحزنهم هو نوع من التولّي لهم والتبرّي من أعدائهم، بما يكشفه من تضامن معهم والوقوف في صفّهم، فإنّ علامة المودّة هي الفرح لمن تودّه، والحزن لحزنه، وعلامة البغضاء والعداوة هي الفرح لحزن المبغوض والحزن لفرح المبغوض.
وفي السؤال عن استخدام قارئ العزاء للآيات القرآنية لدعم وتوضيح معاني مجلس العزاء؟ كيف ذلك؟
قال سماحة الشيخ "علي شمص" إن مما يميز محاضرة وموضوع المنبر الحسيني أن على الخطيب أن يأتي بشواهد من الأدب أو التاريخ أو العلم أو الحديث على القول الأول، وشواهد أخرى على القول الثاني وشواهد ثالثة على القول الثالث، وهكذا وذلك حينما يذكر الآراء المختلفة في تفسير آية ما حتى يكتمل المجلس ويُشبع الموضوع. فمثلاً عندما يتحدث الخطيب عن العلم، فإن عليه أن يأتي بأحاديث حول العلم وبقصص وشعر حول العلم، وقد يأتي بها من عدّة مصادر، لكي لا يكون هناك ملل في المحاضرة.
وإن أفضل ما يمكن للخطيب أن ينطلق منه هو القرآن الكريم الذي عالج كل ما يحتاجه الإنسان، حيث أكد على الأخلاق والآداب وقصص الأنبياء ومختلف شؤون الحياة.
وعن الدور الذي يلعبه قارئ العزاء في إحياء ذكرى كربلاء وتعميق الوعي بالقضية الحسينية؟
أجاب سماحة الشيخ "علي شمص" بإختصار نحن نحيي كربلاء لنحيا بها فكربلاء هي التي تحيينا وإقامة المجالس العاشورائية في كل عام هو تذكرة للناس بالله تعالى وتعاليمه وأحكامه ، حيث أن كربلاء هي مثالٌ في طاعته سبحانه وتعالى والجهاد في سبيله والتضحية لأجل دينه القويم.
وعليه فإنّ من مقتضيات هذه المجالس مضافاً إلى إستذكار تضحيات الإمام الحسين (ع) في سبيل الله تعالى هو الإهتمام بمراعاة تعاليم الدين الحنيف من الصلاة والحجاب والإصلاح والعفو والحلم والأدب وسائر المعاني الفاضلة لتكون هذه المجالس بفضل الله تعالى خطوة في سبيل تربية النفس على هذه المعاني وتستمر آثارها مدى الحياة.
وفي الختام سأل سماحته  كيف يساهم أداء قارئ العزاء في إشعال الحماس والتشويق في المجالس الحسينية؟
كان رد سماحة الشيخ "علي شمص" يقوم المنبر الحسيني في عصرنا هذا بأدوار مهمة، ويتحمل أعباء كبيرة في تربية الأمة وإعدادها، وربطها بمفاهيم الإسلام ومدرسة أهل البيت عليهم السلام، بالإضافة إلى دوره التاريخي الهادف لإبقاء واقعة كربلاء حيّة مُتَّقِدة في النفوس تتجاوب معها الأرواح وتنفعل بها المواقف وينهض خطيب المنبر الحسيني بمهمَّات ومسؤوليات غاية في الأهمية والحساسية.
وتعظم مسؤولية خطيب المنبر الحسيني في ساحتنا الإسلامية، إذ لم يعد هذا الخطيب مجرد ناعٍ يردد أبيات الرثاء، وقصائده بالأطوار الشجيّة والألحان المحزنة، وإن كان هذا الجانب هو جانب أساسي ومهم في مهمة خطيب المنبر الحسيني، بل أن جماهير المنبر الحسيني تتوقع من هذا الخطيب، أن يتناول موضوعات وأبحاثاً تغني الأمة، وتسهم في ربطها بدينها ودفع الشبهات وتُعين الإنسان المسلم على تلمُّس طريق الخير والاستقامة.

captcha