أشار إلى ذلك الأكاديمي المدرس في جامعة طهران والأستاذ في الحوزة العلمية حجة الإسلام والمسلمين "محمد جواد أرسطا" في حديث خاص له مع وكالة "إكنا" حول مصاديق حقوق الإنسان في المنظومة الفكرية للإمام علي (ع).
وأشار إلى مطلع الخطبة رقم 216 في نهج البلاغة " ثُمَّ جَعلَ سُبحانَهُ مِن حُقوقِهِ حُقوقا افْتَرَضَها لبَعضِ النّاسِ على بَعضٍ" موضحا: "بأن حق الله هو أعلى حق في الوجود وإن الله جعل من حقوقه فروعا وفرضها على البشر فيما بينهم وجعلها فرض وهذه الحقوق التي فرضها الله تعالى تُسمّى بحقوق الإنسان."
وفي معرض مقارنته لمنشور حقوق الإنسان العالمي وحقوق الإنسان من منظور الإمام علي (ع) في الخطبة رقم 216 من نهج البلاغة قال: "هناك ملاحظتين حول منشور حقوق الإنسان العالمي أولا/ إن منشور حقوق الإنسان الذي كتبته الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية لو كانت هي الدول الخاسرة في الحرب وكان ألمانيا وإيطالبا واليابان هي الدول المنتصرة هل كان المنشور بهذا الشكل الذي عليه الآن؟ بالتأكيد لا."
وأضاف قائلا: "الملاحظة الثانية هي أن منشور حقوق الإنسان هو نتيجة الاتفاق بين الدول وهو عقد قابل للتعديل والتغيير بينما قول الإمام علي (ع) في الخطبة 216 من نهج البلاغة يستند إلى الإرادة الإلهية ولا يتغيّر مع مرور الزمان."
وأوضح الأكاديمي الإيراني قائلا: "بأن قول الإمام علي (ع) " ثُمَّ جَعلَ سُبحانَهُ مِن حُقوقِهِ حُقوقا افْتَرَضَها لبَعضِ النّاسِ على بَعضٍ" يعني بأن الله فرض الالتزام بالحق في العلاقات بين البشر وهناك فرق بين ما جعله الله وما جعله البشر."
واستطرد الشيخ محمد جواد أرسطا قائلا: من المنظور الحقوقي هناك فرق كبير بين العقد الذي يتفق عليه البشر ويقوم بتعديله عندما يشاء والإرادة الإلهية التي لا يُغيرها الزمان وهي سُنّة إلهية قال الله فيها " سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلا."