إکنا: شيع المئات من أهالي قرية "الشيخ ذكري" التابعة لمركز أبوحماد بمحافظة "الشرقية" المصریة، في ساعة متأخرة من مساء السبت، جثمان الشيخ عبدالله أبو الغيط، والذي وافته المنية، عن عمر يناهز 68 عاماً؛ إلى مثواه الأخير في جنازة شعبية مهيبة، وتم موارته الثرى بمقابر العائلة، بعد أداء صلاة الجنازة عليه في المسجد الكبير بقربته، وسط حالة من الحزن الشديد بين المُشيعين، داعين الله له بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، مؤكدين أن الفقيد كان يتمتع بالطيبة، ودماثة الخلق، ودائماً سباق بالخير بين أهالي القرية.
وقال عبده علي شقيق المتوفي، أن شقيقه(رحمه الله) قام بنسخ المصحف الشريف بخط يده ثلاث مرات باللغة العربية، ومرة مترجماً باللغة الإنجليزية، واستغرقت كل نسخة منه ثلاثة أعوام، وأنه كان واهباً نفسه لخدمة القرآن الكريم.
وأضاف أنه في آخر أيامه كان يوصيه بأشقائه وأولاده خيراً، كاشفاً له عن أمنيته الوحيدة جراء هذا العمل الإنساني، وهي أن يتم وضع نسخ القرآن التي تمكن من نسخها إما في دار التراث، أو يتم اعتمادها من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية، حتى ينتفع بها جميع المسلمين، مشيرا إلى أنه كان بمثابة الأب وليس الأخ فقط في أسرة تتكون من 6 رجال، وأنه كان يعينه على الأعباء المعيشية وتحمل أعباء سفره إلى السعودية، كما أنه كان حريصاً على صلة الرحم، كما أوصاه بالمحافظة على النسخ القرآنية الموجودة في مكتبة المنزل، وأن تكون متاحة للجميع للإستفادة من هذا العمل الانساني للعامة، داعيا الله أن يتغمده الله بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
وأوضح الشيخ محمد سليم النجار من أهالي القرية، أن الشيخ عبدالله أبو الغيط، كان بمثابة أب وأخ لجميع أهالي القرية، وقد عمل بالمنطقة الأزهرية بمدينة الزقازيق، وكان يتوجه لمقر عمله مبكراً، كما كان يحرص على السير يوميا من منطقة الزراعة بالزقازيق حتى الوصول لمقر عمله ماشيا على قدميه ليقرأ ويتدبر القرآن الكريم، لافتاً أنه لا يستطيع القول بأن الفقيد كان اُميًا، ولكنه كان لا يجيد الكتابة ولا القراءة، حتى نصحه الأطباء بعدما بلغ الستين عامًا وأصابه المرض وقد أحيل إلى المعاش، بضرورة المداومة على القرآن الكريم، كنوع من التبرك وأخذ الثواب، وكذلك كعلاج لتقوية عضلة القلب والبصر، مؤكداً أن محافظة الشرقية فقدت رجلاً قرآنيا، اختار لنفسه طريق يصل به إلى الجنة ورضا الله عز وجل.
وأشار محمد شنب من الأهالي، أن الشيخ في ذات ليلة أحضر المحبرة والعود، وبدأ في رسم كلمات القرآن الكريم، حتى انتهى من نسخ جزء كامل، وبعدها نصحه المقربون بالاستمرار في رسم ونسخ باقي الأجزاء حتى انتهى من رسم نسخة كاملة من كتاب الله بالخط «العثماني»، وتمكن بعدها من نسخ ثلاث نسخ باللغة العربية، ومن خلال مُدرس للغة الإنجليزية تمكن من رسم نسخة كاملة باللغة الإنجليزية، مستهدفًا رضا المولى عز وجل، داعيا الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.