إن نبي الله "إدريس (ع)" وُلِد بعد آدم بـ 830 سنة في مدينة "منف" بمصر وورد اسمه (ع) في القرآن الكريم مرتين، الأولى في الآية 56 من سورة مريم المباركة " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا" والثانية في الآية 85 من سورة الأنبياء المباركة " وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ".
وإدريس هو لفظ عربي مشتق من "درس" وتعني "العلم الغزير" وسُمي بإدريس لغزارة علمه وممارسته ومثابرته في التعليم.
وقيل أيضاً إنه سمي بإدريس لأنه كان يدرس كثيرًا في الشرائع والعادات الدينية.
ويُسمى إدريس في اليونانية بـ "طرمس"، وفي العبرية بـ "خنوع" وفي العربية بـ "أخنوع"، وقد أسماه الله تعالى في القرآن الكريم بـ "إدريس"، وكان يُلقب بـ "مثلث النعيم" أو "مثلث الحكمة" كما يُسمى أيضاً بـ "هريس" أو "أوراي الثالث".
وكان نبي الله إدريس (ع) بالإضافة إلى كتابة الخط وتعليم العلوم للناس، كان أول من قام بخياطة الملابس، وكان الناس قبل ذلك، يستخدمون جلود الحيوانات لستر أجسادهم.
وقام بتعليم الناس كيفية رسم وبناء المباني وبنى العديد من المدن بمساعدة طلابه.
وبعث الله إدريس (ع) ليقوم بتأسيس العلوم والتقنيات وتعليم المعارف المختلفة، كان الناس فيه بعيدين عن العلم والثقافة.
وقيل إنه (ع) أول من تحدث عن حركة النجوم والأجرام السماوية وأسّس الطب، كما أنه أول من كتب بالقلم وهو أول من استخرج الحكمة وعلوم الفلك.
إن خلود وعظمة اسم إدريس واعتباره مثالاً للعلم والابتكار في المعرفة، وحقيقة أن أهل القلم يحترمونه ويعتقدون لأنهم يعتقدون بأن مبادئ كل علم تؤدي إليه، وهذا يدلّ على أنه من أقدم العلماء.
وبعد دعوة الناس إلى التوحيد وعبادة الله، سعى إدريس كـ سائر الأنبياء إلى إصلاح المجتمع ومعالجة المشاكل، كما كان له (ع) حضور اجتماعي فعّال في المجتمع ويساعد الناس ويرشدهم.
مثلاً عندما كان إدريس (ع) يقيم في مصر كان يدعو الناس إلى الخير وطاعة الله والابتعاد عن المنكر، ولأنه كان يجيد العديد من اللغات كان يستخدمها في سبيل الدعوة ويخاطب الناس من كل أرض بلغتهم الخاصة، كما علّمهم السياسة وأسس الأخلاق للأمة في كل بلد.