ایکنا

IQNA

الرئيس السابق لإذاعة القرآن المصرية:

"إذاعة القرآن" الأكثر استماعاً رغم منافسة الإذاعات العربية

11:28 - August 09, 2024
رمز الخبر: 3496462
إکنا: أكد الرئيس السابق لإذاعة القرآن المصرية، والإذاعى الكبير "رضا عبد السلام" أن إذاعة القرآن في مصر الأكثر استماعاً رغم منافسة الإذاعات العربية، مصرحاً أنه خلال الفترة الماضية حرصت على إذاعة تسجيلات لأول مرة.

ويأتى صوته عبر أثير إذاعة القرآن الكريم منسابًا رقراقًا، كأنه سلاسل ماء غامر؛ فى حنين الشيخ البنا، وفرحة الشيخ عبد الباسط، وبكاء الشيخ المنشاوى، ودقة الشيخ الحصرى، ومقامات الشيخ مصطفى إسماعيل.. إنه الإذاعى الكبير رضا عبد السلام، رئيس شبكة القرآن الكريم، الذى خرج مؤخرًا على المعاش ليتولى نائبه إسماعيل دويدار تسيير العمل بالإذاعة الأكثر استماعًا فى العالم العربى.. فى هذا الحوار مع أحد الأصوات القريبة إلى آذان المستمعين، وأحد المكافحين من ذوى الهمم العالية نناقش أبرز تحديات الإذاعة العريقة:   
 
فى البداية وأنت أحد ذوى الهمم.. هل ترى أنكم قد حصلتم على فرص متكافئة الفترة الماضية؟
 
فى الحقيقة، أننا قد حصلنا على حقوق لم نكن نحلم بها، وفوق ما كنا نطالب به، منذ تولى الرئيس السيسى؛ لأنه وضع مشكلاتنا فى بؤرة اهتمامه المباشر، وهذا ما لم يكن يحدث من قبل؛ واهتمام الرئيس بذوى الهمم واضح وصريح فى كل مناسبة. كما كان قانون 10 لسنة 2018م نقلة كبيرة لم تحدث من قبل، ويُعطى ذوى الهمم كل الأهمية، بخلاف باقى القوانين السابقة التى كانت تولى ذوى الهمم بعض الأهمية.
 
نحب أن نعرف جزءًا من قصة كفاحك باعتبارك نموذجًا فريدًا للتغلب على عقبات الحياة!
 
دائمًا ما أقول إن حياتى مجموعة من المحن تتبعها مجموعة من المنح؛ وفى اليوم الأول لى فى هذه الدنيا كانت محنة عظيمة جدًا، ثم تبعتها منحة أن هذا الطفل قد ظهرت منه علامات تدل على بعض النبوغ، بعدها محنة دخولى المدرسة التى أوصدت أبوابها دونى فأصر والدى وكافح لأدخلها وتعلمت الكتابة بقدمى أولًا، ثم كتبت بأسنانى، وهذا دليل على الإرادة والعزيمة؛ وكان دور المعلم عظيمًا فى تعليمى، ولا أنسى دور الأستاذة "فادية" التى كنت أعدها مثل أمى، والتى أعطتنى من نفسها وحنانها وعطفها، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأساتذة، وقد ذكرت مجموعة من ذلك فى كتابى "نقوش على الحجر" الذى أتحدث فيه عن سيرتى الذاتية، وقد أهديته إلى والدى ووالدتى لأنه لولاهما - بعد الله سبحانه - ما كنت وما كانت لى حياة.
 
"رضا" و"عبد السلام".. ألم يحدث تمرد على حالتك الإعاقية ولو فى لحظات الضعف الإنسانى؟
 
لم يحدث أبدًا، بل أنا فى تمام الرضا والسلام عن حالتى وعن قدرى - ولله الحمد - لكننى متمرد على حالات الإحباط والتكاسل، متمرد على كل من يريد أن يوقف المسيرة، إذ أننى مؤمن بضرورة أن أفعل شيئًا؛ ودائما ما أقول لذوى الهمم، خاصة الذين يضعون أقدامهم على أول الطريق: إن الطريق صعب، لكن مع هذه الصعوبة ستجد لذة مع تخطى كل عقبة من هذه العقبات، وستحترم نفسك جدا حين تصل إلى ما تريد.
هل تمنيت الاستمرار فى رئاسة شبكة القرآن الكريم بعدما خرجت مؤخرًا على المعاش؟
 
كان يشرفنى بالطبع الاستمرار فى رئاسة الشبكة؛ لكننى أقول دائمًا إننى خادم لإذاعة القرآن الكريم، سواء أكان ذلك داخل المُسمّى الوظيفى أم خارجه؛ وخلال السنوات الثلاث التى قضيتها رئيسًا للشبكة، كانت مرحلة مهمة جدًّا من حياتى، وأنا فخور بها؛ لأننى اجتهدت كثيرًا فى الحفاظ على ريادة هذه الإذاعة العريقة كما أن القرآن الكريم لا تزال الأكثر استماعًا رغم منافسة عدد كبير من الإذاعات العربية، ونطالب بمزيد من التكنولوجيا الإذاعية.
 
ألا ترى أن برنامج (سيرة ومسيرة) جاء مُعبرًا عن ثقافتك الدينية بخلاف باقى برامجك؟
 
بالفعل، لأنه برنامجى الأخير، حيث جاء فى واسطة العقد بعد برامج كثيرة سابقة عليه، مثل: مساجد لها تاريخ، وقطوف من السيرة، ووحى القلم، وغيرها؛ لكن هذا البرنامج يُعبر بالفعل عن ثقافتى الدينية، لأننى أستضيف فيه الأعلام فى مجال الفكر الإسلامى من علماء الأزهر الشريف، وكان البرنامج سببًا فى صدور كتابين لى، الأول: "أعلام ومواقف"، وقد صدر منذ عامين، والكتاب الثانى: "إضاءات العقل وهدايات النقل"، وهو مجموعة من الحوارات مع كبار العلماء والمفكرين، الذين لا بد أن يكون لديهم تاريخ طويل فى مجال العلم الدينى والفكر الإسلامى، وأن تكون لكل منهم مؤلفات كثيرة أثرى بها المكتبة الإسلامية؛ بالإضافة إلى أن يكون قدوة للناس يتعلمون منه، عن طريق شرح حياته التى عاشها، سواء أكان طفلًا نابغًا أم شابًا مجتهدًا أم أستاذًا متفوقًا.
 
كانت أسرة الشيخ عبد الباسط قد أهدت الإذاعة تسجيلات نادرة للقرآن كاملًا بقراءة "ورش عن نافع".. لماذا لم تتم إذاعتها حتى الآن؟
 
نحن نشكرهم على هذا، وتلك التسجيلات فى لجنة القراءة حتى الآن لمراجعتها وإجازتها، وهو أمر نفعله مع كل القراءات التى تُقدم إلينا لضمان سلامتها من الأخطاء قبل إذاعتها، وهذا يحتاج إلى وقت طويل، لأنها ليست مجرد سور قصيرة، وإنما القرآن كله، وهو تسجيل نادر ومهم جدًّا لنا، لتكون لدينا قراءتان للقرآن كاملًا بورش عن نافع: للشيخ الحصرى والشيخ عبد الباسط؛ ونرجو أن تنتهى اللجنة من مراجعة هذه التسجيلات سريعًا ليستمع إليها الجمهور قريبًا.
 
هل لديكم تسجيلات نادرة فى الأرشيف لم تتم إذاعتها من قبل؟
 
خلال الفترة الماضية حرصت على إذاعة تسجيلات لأول مرة، بالطبع بعد عرضها على اللجنة لمراجعتها، وقد لاحظ المستمعون ذلك؛ فكل ما لدينا نسعى لإذاعته للجمهور؛ بالإضافة إلى ما تُقدمه إلينا أُسر القراء الكبار من تسجيلات، وقد كنتُ على تواصل دائم معهم؛ كما نسعى إلى البحث عما ليس عندنا، سواء أكان بمصر أم بالخارج، لنحضره ونعرضه على لجنة القراءة، ثم نذيعه مباشرة.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha