ایکنا

IQNA

مدرّس قرآني لبناني لـ"إکنا":

القرآن یحظى بلمسة فنيّة خاصّة في صناعة الإنسان للوصول إلى كماله

5:36 - August 11, 2024
رمز الخبر: 3496467
بيروت ـ إکنا: صرّح مدرّس قرآني لبناني أن القرآن یحظى بلمسة فنيّة خاصّة في صناعة الإنسان للوصول إلى كماله وصقل شخصيته من خلال تعاليمه النّورانيّة الحقّة، فكل من كان على مأدبة القرآن وطلب النيل من علومه إزداد نوراً وتألقاً وذكاءً بالتلازم مع الرجوع إلى أهل بيت(ع) في تفسيره وتأويله.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس"، حواراً مع المدرّس للقرآن الكريم، والأستاذ الجامعي والخبير في الأمن السيبراني، والطالب الحوزوي، والأستاذ والحكم المجاز بعدة روايات والمعتمد في التجويد والحفظ وعلوم القرآن لدى جمعية القرآن الكريم للتوجيه والارشاد والعديد من المعاهد والمراكز والمؤسسات القرآنية في لبنان الشيخ الدكتور"علي حمدان".

فيما يلي نصّ الحوار:
 
ما هي أهمية تدريس القرآن في حياة الطلاب وتأثيره على سلوكهم وأخلاقهم؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم  قال الله تعالى ﴿إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ﴾ وفي آية أخرى "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا".


إذا نحن مأمورون بتعلّم القرآن وتعليمه، خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه، فهو دستور الحياة، هذّب كلامنا وأنفسنا وأكلنا وطعامنا وشرابنا ومجتمعنا بل وكلّ أخلاقنا، نعم قمّة الرقي والرفعة والمقام وعلو الشّأن عند الخلق وخالق الخلق أن تكون قرآنيّاً.. فكانوا إذا أردوا أن يصفوا خاتم النبيين محمد(ص) يقولون كان (خلقه القرآن). في القرآن لمسة فنيّة خاصّة في صناعة الإنسان للوصول إلى كماله وصقل شخصيته من خلال تعاليمه النّورانيّة الحقّة، فكل من كان على مأدبة القرآن وطلب النيل من علومه ازداد نورًا وتألقًا وذكاءً بالتلازم مع الرجوع إلى أهل بيت العصمة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين في تفسيره وتأويله، فلا انفكاك بين الكتاب الذي هو القرآن الصامت وبين أهل البيت(عليهم السلام) الذين هم القرآن الناطق.

والتاريخ يشهد... اذهبوا وابحثوا في سيرة حفظة القرآن الكريم وطلاب القرآن في المدارس والجامعات وفي وظائفهم، هم الأجمل والأرقى والمميزون والصادقون والأمينون هم القدوة حيثما كانوا وهذه القوة والشّدة والعظمة في تأثيرهم ما تأتّت إلا لحبهم وعشقهم وذوبانهم وإخلاصهم ودرسهم لكتاب الله عزوجل.. فمن تمسّك بالقرآن رفعه ومن تخلّف عنه لم يبلغ الفتح في الدنيا والآخرة.
 
ما هي الصعوبات والتحديات التي يواجهها مدرّس القرآن في التعليم والتوجيه، وكيف يتغلب عليها؟

من أصعب الصعوبات والتحديات هي الإخلاص لله عزوجل لمعلم القرآن في كل حركته التدريسيّة، فتعليم القرآن هو جزء لا يتجزأ من التمهيد لدولة صاحب الزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، تعليم القرآن ليس صامتاً بل ثورة مشتعلة كإمامنا الحسين(عليه السلام)، أنت تعلّم البقاء والثبات على الإسلام المحمّدي الأصيل، ففي القرآن الجهاد والصدق والأمانة وعدم الغيبة وعدم التجسس وغض النظر والحلال والحرام وفيه الصلاة والصوم وزكاة الأنفس والأبدان، فكيف تعلّم وتوجّه القلوب وأنت لا تطبق ذلك على ذاتك أوّلًا.. فكل ما دون الأخلاص هيّن سهل.. ولا سبيل لذلك إلا بالتوكّل على الله والإقرار بأنّ حتى إعطاء الدرس القرآني يحتاج إلى إذن وتوفيق إلهي.. فكم من دورات وجلسات أجّلت وألغيت واستبدال الأستاذ.. ولعلّها تكون لعدم الإخلاص في النيّة.
 
ما هي الأساليب والطرق التي يستخدمها المدرّس لجعل دروس القرآن أكثر جذباً وفعاليةً للطلاب؟
 
 على معلّم القرآن أن يكون متقناً بالمادة التعليمية إن كان التجويد، وأساليب الحفظ، والصوت والنغم، والوقف والإبتداء، وعلوم القرآن الكريم، والتحكيم، والقراءات، أو أي شيء يريد أن يعطيه، فيجب أن يكون لديه رصيد عالٍ وكافٍ ووافٍ ومخزون ثقافي كبير يمكنّه ويؤهّله لإعطاء المحاضرة أو تصحيح التلاوة أو الإجابة عن سؤال، أو التوجيه في الدروس، ففاقد الشيء لا يعطيه، فهو المرجعية في الصف وهو قبلة الطلاب في كل حركاته وسكناته وهو المدير الفنّي والتّقني والأستاذ والقدوة ومحطّ الأنظار بأسلوبه الراقي وأخلاقه وإدارته في تنظيم أهداف الدرس وإتقان وسائل الإيضاح البصرية والرقميّة، والتطبيق العملي المتقن مقدّمٌ على الاستفاضة بالشروحات النّظرية والصّوت الحسن حِليةٌ تأسر القلوب، وإعطاء الطالب مساحة ليقرأ بكل حب واهتمام وتشجيع وتحفيز بعيداً عن العبوس في وجهه عند الخطأ بل تهنئته على الخطأ وهو سرّ التعليم، نعم تهنئته بأن أقول له أهلاً وسهلاً ومرحباً بك أنت شجاع لا تخاف من الخطأ فقد أتيت لكي تخطىء وتتعلم فلن تتعلم حتى تخطىء، هذا يريحه نفسياً بشكل كبير وفعّال ويزيل جبال الخجل واليأس والضعف عن كاهله وأكتافه وظهره.. فسرّ تعليم القرآن وعامل الجذب الأنجح هو التشجي، والتحفيز والمواكبة والمتابعة والاهتمام بكل الطلاب دون استثناء.
 
ما هو مستوى التعامل مع الجمعيات أو المؤسسات التي تدعم تدريس القرآن، وما هي الفوائد التي تجنيها من هذه الشراكات؟

 لا خاسر مع القرآن الكريم، فصحيحٌ أنّ العمل المستحب كتعليم القرآن يجوز أخذ الأجرة عليه، وصحيح أنّ تعليم القرآن هو أشرف مهنة وحقيقة لا يمكن تقدير ما يمكن ويجب إعطاؤه وتكريمه لمعلّم القرآن، إلا أننا لسنا من الذين يريدون التكسّب المادي من تعليم القرآن، فبابنا وأيدينا وخبراتنا مفتوحة للجميع من أفراد ومجموعات ومؤسسات ومراكز ومعاهد ومؤسسات وكل من يريد بناء وتأسيس مدارس وأندية وحلقات قرآنية بل حتى اطلاق دورة تأهيل معلمي القرآن بشكل محترف. وحقيقة لا يمكن أن أقدّر وأحصى نعم الله تعالى عندما أكون في خدمة القرآن وأهله، فأهم مكسب لي هو الدعاء من القلوب الصادقة، وتنمية وتفعيل العمل القرآني والأنشطة والأمسيات والمحافل القرآنية، وبفضل الله تعالى الآن السّاحة اللبنانية تضجّ وتعجّ بالأنشطة القرآنية المختلفة والمتنوعة على مدار السنة وليست فقط محصورة بشهر رمضان المبارك من كل عام.
 
كيف تتعاون مع قادة المجتمع أو المؤسسات الخيرية لتعزيز تعليم القرآن وتطوير البرامج التعليمية؟
 
إن العارف والمهتم بالشّأن القرآني يدأب في البحث عن المعلّم القرآني الفعّال، وبطبيعة الحال يكون هناك أنموذج واقعي في تطبيق جلسة قرآنية أو دورة أو ورش تأهيليّة أو حوار بنّاء يتبيّن من خلالها الحاجات والفئات المستهدفة ليصار إلى تشكيل برامج سلسة مرنة خاصّة مفصّلة بحسب رغبات وأولويات المؤسسات والأفراد وقد تكون أحياناً بوضع برامج ومناهج تعليم القرآن أو تصحيح وتصويب برامج ومناهج، أو بتقديم استشارات ونصائح وإرشادات، أو أحياناً بالنزول إلى الساحة والدخول إلى الصفوف والحلقات والمراقبة والتقويم وإعطاء الملاحظات التي تعزز من أسلوب المعلم ورفع قدرات الطلاب. فتعليم الصغار ليس كتعليم الكبار، وحلقات تصحيح التلاوة ليست كالدورات التخصصية والإقراء. وأساليب تحفيظ الأطفال ليست كأساليب تحفيظ الكبار، كل ذلك له متون تدريبية وكتب تعليمية وعلى مستويات ومراحل خاصة به. ويتمّ دائماً التعديل عليها وتنقيحها من وقت لآخر بغية الوصول إلى أسهل وأسلس وأروع الطرق لجذب وتعليم القرآن.
 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha