ومن السنن الإلهية المذكورة في القرآن الكريم هي سنّة إمداد المؤمنين والكافرين والاستئذان للبشر من أجل بلوغ أهدافهم الطوعية.

وبمعنى آخر فإن سنة المدد الإلهي هي سنة تشمل جميع البشر، سواء كانوا مؤمنين أو كافرين فـ هي سنّة تشمل أفراد البشر لمجرد أنهم بشر، وليس لأن هذا الشخص قد ارتكب سلوكاً معيناً.

ومن أمثلة سنة المدد الإلهي هي وضع الإنسان على طريق الهداية والنمو وبالتالي فإذا اهتدى الإنسان بالمرشدين، واستفاد من أفكارهم، واهتدى إلى طريق السعادة، فـذلك بفضل سنّة المدد الإلهي.

وقد تشمل سنة الإمداد الإلهي أحياناً الأشخاص الأتقياء دون غيرهم وفي الحقيقة فإن هذه السنة تتحقق في الأتقياء الذين اتبعوا التعاليم الإلهية وامتثلوا لتعاليم الشريعة كما أمر الله تعالى.

وبحسب القرآن الكريم هناك نوعان من الإمداد الإلهي؛ الإمداد العام والإمداد الخاص؛ فإن الإمداد العام يتحقق في جميع الأشخاص بينما الإمداد الخاص لا يحظى به إلا المؤمنون في ظروف خاصة.

وبحسب القرآن الكريم، يقع الامدادات الغيبية ضمن الامدادت الخاصة التي تأتي من عالم الغيب كإنزال السكينة في قلوب الؤمنين في الآية الـ18 من سورة الفتح المباركة "لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا"، وارسال الملائكة من جانب الله سبحانه وتعالى في الآية الـ26 من سورة "التوبة" المباركة "... وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ".

ومن الأمثلة الأخرى للامدادات الغيبية في القرآن الكريم هي الآية الـ13 من سورة آل عمران "قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ..." والآية الـ44 من سورة "الأنفال المباركة "وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ".

كما أن الله سبحانه وتعالى قال في الآية الـ151 من سورة "آل عمران" المباركة "سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ" والقاء الرعب في قلوب الأعداء من جانب الله تعالى يعدّ ضمن الامدادات الغيبية في القرآن الكريم.

 تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: