وأشار إلى ذلك، الأستاذ بجامعة "واين ستيت" بمدينة "ديترويت" بولاية "ميشيغان" الأمريكية "فرهاد قدوسي" في حديث خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية (إكنا) في معرض حديثه عن تاريخ الدراسات القرآنية في الغرب.
وحول تاريخ الدراسات القرآنية في الغرب، قال: "إن الدراسات العلمية للعهدين (الكتاب المقدس) بدأت مع بداية عصر العقلانية والتنوير في الغرب في القرن السابع عشر للميلاد، ومع نمو العلوم الطبيعية، قام البعض بدرس الكتاب المقدس بمنهج تاريخي نقدي. وأول من فعل ذلك هو الفيلسوف اليهودي الشهير "باروخ سبينوزا".
وكان يعتقد سبينوزا أنه من أجل دراسة الكتاب المقدس، وخاصة التوراة، لا ينبغي لنا أن نُحمّل معتقداتنا اللاهوتية على النصّ بل ينبغي علينا أن ننظر إلى ما يقوله النص وما تعنيه هذه الكلمات وقت نزول الكتاب، لذلك أصبح علم المعجم أو فقه اللغة في غاية الأهمية.
وأشار قدوسي إلى سيرورة الدراسات التاريخية للكتاب المقدس، قائلاً: "كان يعتقد سبينوزا بأننا عندما نفهم ما يقوله النصّ، يمكننا استخلاص النتائج. وهذا لا يتوافق بالضرورة مع معتقدات المؤمن. وكانت هذه مقدمة للدراسة التاريخية النقدية للكتاب المقدس".
وفيما يخصّ طريقة الاستفادة من البعوث القرآنية الغربية قال فرهاد قدوسي: "لا يمكن القول إن هذه الدراسات لم تكن لها نتائج إيجابية ولا يمكن الاستفادة منها بل يجب استخدام تلك الدراسات بحيطة وحذر".
وأضاف: "بدأت الدراسات القرآنية الجديدة عام 1830 م على يد الحاخام والمؤرخ والأستاذ الجامعي من ألمانيا "أبراهام جايجر"، وهي مستمرة حتى الآن. لقد كتب كتاباً بعنوان مثير وكان عنوان كتابه "ماذا استعار النبي محمد (ص) من اليهودية؟":aus dem Judenthume aufgenommen و ما كان يقصده هو المادة والمواضيع التي أخذها القرآن من الكتاب المقدس".
وأوضح: "لأنهم كان لديهم نهج اختزالي، فقد اعتقدوا أن كل كتاب نزل بعد الكتاب المقدس لديهم فـ هو متأثر بكتابهم المقدس" كما يُزعم أن بعض أجزاء التوراة تأثرت أيضًا بأساطير بلاد ما بين النهرين".
وأضاف الأستاذ في جامعة "واين ستيت" الأمريكية إن هناك صورة مشوهة عن القرآن الكريم والنبي الأكرم(ص) لدى المؤرخ الغربي موضحاً: "إن القرآن الكريم كان دائماً يتمتع بجاذبية وفاعلية كبيرتين وبالتالي فإن الغرب لتقليص تأثير الإسلام كان دائما يستهدف شخصية النبي الأكرم (ص)".
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: