بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الاسلامية، أجرت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) حواراً مع أستاذ الفكر الاسلامي بجامعة صنعاء وعميد كلية التربية بجامعة "صنعاء" اليمنية "البروفيسور سعد إبراهيم السيد العلوي".
فيما يلي نصّ الحوار:
كيف تقيّمون مبادرة مفجّر الثورة الاسلامية الايرانية الإمام الخميني (رض) بتسمية الأيام من 12 الى 17 من ربيع الأول أسبوع الوحدة الاسلامية؟
تعدّ مبادرة الإمام الخميني(قدس الله سره) بإعلان الأيام (12-17) ربيع الأول أسبوعاً للوحدة الإسلامية من المبادرات التاريخية الإيمانية والمفصلية في تاريخ الأمة المعاصر، وتمتلك أهميتها في هذه اللحظة التاريخية الراهنة التي تشهد المواجهة مع العدو الصهيوني وما يحدث في غزة وفلسطين الأمر الذي يتطلب أن تكون الأمة كلها تحت راية الوحدة الإسلامية.
ولقد استندت المبادرة إلى المصدر القرآني والمصدر النبوي المحمدي الأصيل بالإضافة إلى المصدر العلوي وأعلام الهدى من آل البيت(عليهم السلام)، وتعكس الدور الإيماني والقيادي للإمام الخميني(قدس الله سره)، وتؤسس لتقليد إسلامي يذكر الأمة بوحدتها كمصدر لقوتها وتماسكها، لتحقيق النصر على الأعداء ويقطع الطريق أمام مؤامرات أعداء الأمة من اليهود والكافرين.
ما هو اقتراحكم لمزيد من تعرّف العالم على السيرة النبوية وفضائل نبي الرحمة ومناقبه؟
- الاعتماد على القرآن الكريم كمصدر رئيس في تعريف العالم على السيرة النبوية وفضائل ومناقب الرسول الأعظم(ص).
ـ يمثّل الرسول الأعظم(ص) الشمول والكمال الايماني والإنساني ويجب أن نقدّمه للعالم بذلك الشمول والكمال على كافة المستويات الأخلاقية والقيادية والتربوية والاجتماعية والسياسية.
ـ تصحيح الثقافة المغلوطة والتشويه والتحريف الذي تعرضت له السيرة النبوية منذ العصر الأموي مروراً بالعصور اللاحقة من قبل السلطات الظالمة وكتاب السير والمؤرخين والمستشرقين وحتى اللحظة التاريخية الراهنة.
ـ استخدام الوسائط الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وتصميم الأفلام الوثائقية المترجمة وأفلام الكرتون.
ـ عقد المؤتمرات والندوات واستضافة الباحثين الأجانب من البلدان الأوربية وغيرها لتقديم معرفة صحيحة رصينة حول سيرة الرسول الأعظم(ص).
بين الحين والآخر نشهد أنه يتم في المجتمعات الغربية الاساءة الى شخصية النبي محمد (ص) بذريعة حرية التعبير، ما هو رأيكم في هذا المجال؟
إن الإساءة إلى شخص النبي(ص) في المجتمعات الغربية تدخل في اطار الحرب على الإسلام ونبي الإسلام وليس لها علاقة بحرية التعبير، ويعدّ اعتداء على المقدس والمعظم والموقر بالنسبة لنا كمسلمين وهنا تنتهي حرية التعبير، كما تنتهي لديهم هذه الحرية في قضايا ما يسمى بمعادات السامية، وخرافة الهولوكست والإساءة إلى رموزهم.
حربهم معنا حرب صليبية يهودية صهيونية منذ ظهور الرسالة الإلهية والرسول الأعظم محمد(ص) إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ما هي أهم الإجراءات التي ينبغي على المسلمين القيام بها خلال أسبوع الوحدة لتعزيز تماسك الأمة الإسلامية والتقریب بین المذاهب وتجنب الفتنة؟
ـ تأصيل مبدأ التقريب بين المذاهب من خلال عقد المؤتمرات الندوات بما يعزز وحدة الأمة الإسلامية.
ـ الاتفاق على الاجتماع تحت راية النبوة وهي الوحدة التي أرادها الله تعالى.
ـ نشر الوعي بمخاطر التمزق والصاع الطائفي الذي يخدم أعداء الأمة وأن العدو يستهدفنا كمسلمين ولن يستنني أحد.
كيف يمكن الردّ على شبهات المستشرقين حول السیرة النبوية؟
من أهم المخاطر التي تتعرض لها السيرة النبوية هي خطر الدراسات الاستشراقية والمستشرقين، ويقوم هؤلاء ولازالوا بإنتاج معرفة زائفة غير حقيقية حول سيرة الرسول الأعظم(ص)، وعملوا على تشويه وتحريف السيرة النبوية، وفي تناقض رئيس مع المصدر الرئيسي وهو القرآن الكريم ومصادر آل البيت(عليهم السلام).
لابد من عقد مؤتمرات وندوات متخصصة تتناول مساءل التشويه والتحريف الذي تتعرض لها السيرة النبوية والردّ عليها في أبحاث علمية رصينة بل وتأسيس مراكز دراسات في العالم الإسلامي تتولى مهمة التصدي المعرفي والفكري للمستشرقين وأدوارهم المتعلقة بكتابة السيرة، فضلاً عن تخصيص مقرر دراسي لطلبة الدراسات العليا لأقسام القرآن والدراسات الإسلامية والتاريخ والفكر الإسلامي بعنوان "المستشرقين والسيرة النبوية رؤية تحليلية نقدية".
قد أطلق الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حملة شاملة للتعريف بشخصية النبي محمد (ص) وسيرته العطرة بحيث تهدف إلى تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية والأخلاقية لنبي الرحمة، ما هو رأيكم حول هذه الحملة؟
وهذه الحملة تأتي في إطار الدور الإيماني والمعرفي للاتحاد وينبغي أن يكون طابعها شمولياً يغطي كل الجوانب والأدوار المرتبطة بشخصية الرسول(ص)، وأن تتصدى لحملة التحريف والتشويه الذي تتعرض لها، وتصحيح الثقافة المغلوطة المرتبطة بها، ونسأل الله تعالى أن يكتب أجرهم.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: