ایکنا

IQNA

تحقيق الوحدة في المجتمع؛ النهج المشترك للرسول(ص) والإمام الصادق(ع)

14:06 - September 21, 2024
رمز الخبر: 3497005
طهران ـ إکنا: إن تحقیق الوحدة في المجتمع الإسلامي وتعزيز التعاطف بين المسلمين كانا النهج المشترك للنبي الأكرم (ص) والإمام الصادق (ع).

تحقيق الوحدة في المجتمع؛ النهج المشترك للرسول(ص) والإمام الصادق(ع)إن اليوم السابع عشر من ربيع الأول هو ذكرى مولد النبي الكريم (ص) والإمام الصادق (ع) حسب روايات الشيعة.

إن هاتين الشخصيتين البارزتين هما النجمتان الساطعتان في تاريخ البشرية، والشخصيتان المعصومتان لهما سيرة مشتركة.

أحد الأوجه المشتركة البارزة في حياة هاتين الشخصيتين في التعامل مع المسلمين في المجتمع الإسلامي، حتى مع من لم ينحاز إليهما، هو العمل على الوحدة في المجتمع الإسلامي.


لقد وضع كل من الرسول الأعظم (ص) والإمام الصادق (ع) استراتيجيتهما الرئيسية في إدارة المجتمع الإسلامي والتعامل مع المؤمنين والمسلمين، هو خلق الوحدة والتضامن بين المسلمين.

وهذا على الرغم من أن رسول الله (ص) والإمام الصادق (ع) عاشا في مجتمع لم يكن بعض الناس، أو معظمهم، ينحازون إليهما، وكانوا يوجهون الكثير من الأذى إليهما ولكن هذه المشاكل وعدم الانحياز لم تمنعهما من ممارسة هذه الاستراتيجية.

وفيما يخصّ النبي (ص) فـ أول ما يجب الوقوف عليه هو أنه (ص) أتي بدين شامل وكامل حمل مسمى "الإسلام" إلى ذلك المجتمع.

إن القرآن الكريم الذي ضمّ كل ما نزل به الوحي إلى رسول الله (ص) يعكس أهمية الوحدة الإسلامية كـ استراتيجية أساسية وذلك لقوله تعالى "وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَميعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً" (آل عمران / 103)، كما قال الله تعالى في الآية الـ46 من سورة "الأنفال" المباركة "وَأَطيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ ريحُكُمْ".

وفي الأساس عنوان "الإسلام" الذي وضع على هذا الدين الذي أتي به رسول الله (ص) يعني السلم وخلق الوحدة لأن لفظ السلم يعني الوحدة والسلام والصداقة، كما قال الله تعالى في الآية الـ208 من سورة "البقرة" المباركة "يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً".

وفي السيرة النبوية نشاهد أن رسول الله (ص) عمل الكثير من أجل خلق الوحدة والألفة في المجتمع وخصص مراحل مهمة في سيرته (ص) من أجل دعم عقد الأخوة بين المسلمين سيما بين المهاجرين والأنصار.

كما نشهد في سيرة الامام الصادق (ع) بوضوح آثار خلق الوحدة بين الأمة الإسلامية. بداية لابد من الإشارة إلى أن الإمام الصادق (ع) لم يغادر المدينة المنورة التي هي مدينة رسول الله (ص)، ولم يختر الكوفة التي كانت المقر الرئيسي للشيعة آنذاك، لمقر إقامته.

من جهة أخرى فإن كثيراً من تلامذة الإمام الصادق (ع) الذين يقدر عددهم بأكثر من أربعة آلاف لم يكونوا من شيعة الإمام(ع)، ومنهم كأبي حنيفة، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، والأوزاعي وغيرهم كانوا من علماء مختلف المذاهب الإسلامية.

لقد كانت الطائفية من القضايا الشائعة في زمن الإمام الصادق (ع) بحیث یسعی كل عالم أن يجمع طلاباً حوله ويؤسس فرقة. وقد اختفت معظم هذه الفرق عبر التاريخ إلا أن بعض المذاهب الفقهية والكلامية كالمذهبين الحنفي والمالكي لدى أهل السنة، والزيدية والإسماعيلية لدى الشيعة لا تزال قائمة، في مثل هذه الأجواء، لم يسعى الإمام (ع) إلى تأسيس طائفة وفصل طريق الشيعة عن سائر المسلمين فحسب، بل لوحظ في كثير من الروايات أن وهو يدعو الشيعة إلى التعايش مع المسلمين.

ومن المؤمل أن يتمسك الشيعة أيضاً بسیرة الإمام الصادق (ع) ويسيرون على طريق وشخصية ذلك الإمام الهمام.

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha