ایکنا

IQNA

نموذج إندونيسيا العالمي في التعددية الدينية والثقافية

10:37 - October 22, 2024
رمز الخبر: 3497453
إکنا: إن إندونيسيا من خلال دعم التعددية الدينية وتعزيز العلاقات بين أتباع الديانات تحولت إلى نموذج عالمي في احتضان التعددية الدينية والثقافية.

إن إندونيسيا باعتبارها إحدى أكبر الدول إسلامية تتمتع بتعدد الثقافات والديانات حيث قد استطاعت إدارة التعددية الدينية والثقافية بنجاح لتصبح نموذجاً من التعايش السلمي بين أتباع الديانات وأبناء مختلف الأعراق والثقافات على مستوى العالم.

إن الموقع الاستراتيجي لدولة إندونيسيا جعلها منذ قديم الأيام حاضنة لأتباع الديانات والثقافات المختلفة إذ تحتضن الديانة الهندوسية والبوذية منذ عهد الإمبراطورية ولديها معابد لأتباع هذه الديانتين تم تسجيلها وتوثيقها في اليونيسكو.


إقرأ أيضاً


ولإدارة هذه التعددية قامت الحكومة الإندونيسية العام 1945 للميلاد بـ سنّ مبادئ "بانتشاسيلا" الخمس وهي كـ التالي:

الإيمان بالله

حبّ الإنسان والعدالة

الوحدة الوطنية

الديموقراطية من خلال تعزيز المشاورات المجتمعية

العدالة الاجتماعية للجميع

وجعلت إندونيسيا تلك الأصول والمبادئ أساساً لسياساتها الثقافية والتعليمية والاجتماعية والتي انعكست على الوحدة الوطنية بشكل إيجابي حيث عزّزت التعايش السلمي واحترام الآخر.

ويُعد الإسلام الديانة السائدة في إندونيسيا حيث لها دور أساسي في تأطير الأنساق الاجتماعية والثقافية وإن المساجد في إندونيسيا ليست دور عبادة فحسب بل تمثل مراكز اجتماعية وثقافية لإقامة البرامج التعليمية والثقافية وتعزيز الدمج الاجتماعي.

كما تُعدّ المسيحية ثاني أكبر ديانة على مستوى إندونيسيا حيث يشكل أتباعها 10 بالمائة من سکان البلاد ويقطن أتباعها مناطق مختلفة منها "بابوا"، و"مالوكو"، و"سولاوسي الشمالية".

نموذج إندونيسيا العالمي في التعددية الدينية والثقافية
وهناك أتباع للديانات الهندوسية والبوذية والكونفوشيونيسية وهي ديانات قديمة ورسمية في إندونيسيا كما هناك معتقدات محلية منها "سوبود" منتشرة في بعض مناطق البلاد مثل جاوة وسومطرة وهي معتقدات معنوية وروحانية تستهدف الفرد وتعتبر جزءا من الثقافة السائدة في إندونيسيا.

ورغم التعايش السلمي هناك قواعد تتخذها السلطات لإدارة التعددية الدينية واجتناب الوقوع في التطرف الديني منها إلزام كل مواطن بتسجيل إحدى الديانات الرسمية في بطاقته الشخصية وإلزام المواطنين باجتناب الأقوال المسيئة والتي يتم تفسيرها على أنها "كُفر" كما أن التطرف الديني لا يزال أحد التحديات التي تواجه الدولة.

ومع ذلك فإن إندونيسيا من خلال اتباع سياسات خاصة استطاعت أن تظهر للعالم بأن التعددية الدينية ليست تهديداً بل إنها فرصة لتعزيز الوئام الوطني والتضامن الاجتماعي.

إن نجاح إندونيسيا في تحقيق التعايش السلمي، كمثال للوحدة وسط التنوع، هو مصدر إلهام لمجتمعات العالم المتعددة الثقافات وسيكون درساً قيماً لخلق السلام والاحترام بين مختلف الناس في جميع أنحاء العالم.

4243570

 تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha