أكاديمي إیراني: الروايات التفسيرية أساس لتفسير "الميزان"
وأشار إلى ذلك، المدرس في جامعة السيدة معصومة (س) بمدينة قم المقدسة والعضو في هيئة التدريس بقسم علوم القرآن الكريم والحديث الشريف بالجامعة "حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد علي مروجي طبسي" في محاضرة له بندوة "انعكاس النظريات التفسيرية لأهل البيت (ع) في تفسير العلامة الطباطبائي".
وأكدّ أن البعض يتهم المفسر الايراني الكبير للقرآن الكريم العلامة الطباطبائي بالاكتفاء بنصّ القرآن في تفسيره، موضحاً: "هؤلاء يزعمون بأن العلامة كان لا رجع إلا إلى القرآن نفسه لفهم القرآن، ولم يستعين بالسنة النبوية والحديث الشريف في مجال التفسير".
إقرأ أيضاً
وقال: "إن العلامة الطباطبائي هو أول من اهتم بآراء أهل البيت (ع) في تفسير الميزان، قد تكون بعض الروايات التفسيرية محرفة لكن العلامة بنى في تفسيره على رأي أهل البيت (ع)".
وأضاف الشيخ مروجي طبسي، قائلاً: "المهم هنا إنه رغم اتباعه منهج تفسير القرآن بالقرآن فإنه لم يكن غافلاً عن آراء أهل البيت (ع). ومن الملفت أن العلامة قد أرجع أحياناً إلى "قراءة أهل البيت (ع)"، ويقدم رأي أهل البيت (ع) على غيره".
وأشار الكاتب والأكاديمي الإيراني إلى أن العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان يشير إلى الرسول (ص) كان يوجه نحو الأخذ برأي أهل البيت (ع) في مجال العقيدة والأحكام الشرعية ومجالات أخرى.
وأوضح: "إن السبب وراء ذلك هو حديث الثقلين الذي قال (ص) فيه: "إنِّی تَارِك فِیکُمُ اَلثَّقَلَیْنِ کِتَابَ اَللَّهِ وَعِتْرَتِی".
وأشار الى أنه من المبادئ الأخرى في تفسير الميزان أنه يفسر العلامة الطباطبائي النعم في القرآن الكريم برأي أهل البيت (ع)، وفي بعض الأحيان يعتبر أهل البيت (ع) مصداقاً لهذه النعمة. كما أنه قال حول الآية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" المعروفة بآية الولاية إنها تدلّ على أنه ينبغي أن نبني فهمنا للقرآن على أقوال أهل البيت (ع).
وأضاف: "كما كان يرى رسول الله (ص) بأن أجر الرسالة هو المودة لأهل البيت (ع) لقوله تعالى "قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ" كما أكدّ (ص) بأن أجر الرسالة في منح أهل البيت (ع) مرجعية علمية".
وأشار الى الآية الـ43 من سورة "النحل" المباركة "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" قائلاً: "إن العلامة الطباطبائي يؤكد في تفسيره لهذه الآية أنها تدلّ على أن كلام النبي (ص) وأهل البيت (ع) يجب أن يكون المرجع العلمي للناس".
وأشار الباحث القرآني الإيراني إلى أن أهل السنة يعتبرون بعض الآيات تأويلية أو يعتقدون بأنها تمثيلية، قائلاً: "إن العلامة الطباطبايي على النقيض من أهل السنة قدّم تفسيراً أساسه حديث الرسول (ص) وروايات أهل البيت (ع)".
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
