ایکنا

IQNA

التعريف بالتفاسیر والمفسرين / 10

"البیان في تفسير القرآن"؛ من إنجازات الأسلوب الإجتهادي

10:46 - December 10, 2022
رمز الخبر: 3488943
طهران ـ إکنا: نظراً للتوجه الشامل المرجع الديني آية الله العظمى السيد ابوالقاسم الخوئي (قدس سره) في تفسیر القرآن الکریم وتوجهه العقلي یمکننا أن نعتبر تفسیر "البیان في تفسير القرآن" من النوع الإجتهادی.

تفسیروولد آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي في 15 رجب سنة 1317 هـ (1899/11/19 م) في مدينة "خوي" التابعة لمحافظة "أذربيجان الغربية"(شمال غربي إيران) في أسرة علمية، ويرجع نسبه إلى الإمام موسى الكاظم(ع). هاجر والده السيد علي أكبر الخوئي إلى النجف الأشرف عام 1328 هـ.

ودخل السيد أبوالقاسم الخوئي حوزة النجف وأكمل المقدمات على يد كبار علمائها، ثم نال درجة الاجتهاد سنة 1352 هـ وقد استلم زعامة الحوزة بعد وفاة السيد محسن الحكيم عام 1390 هـ. له مؤلّفات متنوعة في التفسير والكلام والفقه والأصول وعلم الرجال.

وتوفي السيد الخوئي يوم السبت الموافق 8 صفر عام 1413 هـ، (8/8/ 1992 م) ودفن في مسجد الخضراء في حرم الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع).

وكان آية الله ميرزاي نائيني وآية الله محقق أصفهاني من أبرز أساتذته في الفقه وأصول الفقه كما أن الشيخ محمد إسحاق الفياض، والسيد محمد باقر الصدر، والميرزا جواد التبريزي، والشيخ حسين وحيد الخراساني، والسيد موسى شبيري الزنجاني، والسيد علي السيستاني، ولسيد موسى الصدر، والسيد عبدالكريم موسوي أردبيلي كانوا ضمن تلامذة السيد الخوئي اللامعين.

و"البيان في تفسير القرآن"، هو كتاب في تفسير وعلوم القرآن الكريم من تأليف آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي من علماء الشيعة الإمامية المعاصرين. صدر هذا التفسير في مجلد واحد، حيث قدّم فيه المؤلّف منهجيته في أول الكتاب مع بيان بعض المقدّمات التي لها صلة في التفسير، ثمّ بيّن أغلب مسائل علوم القرآن المهمة كإعجازه، والقراءات السبعة، والنسخ، وصيانة القرآن من التحريف ونحوها، ثمّ شرع في تفسير سورة الفاتحة.

و"البیان في تفسیر القرآن" للمرجع الکبیر آیة الله العظمى السيد أبوالقاسم الخوئي من التفاسیر المعاصرة التي حظیت بإقبال کبیر من الأوساط العلمیة.

ويقال إن تفسير البيان كتب بأسلوب إجتهادي والإجتهاد هو أعلى المراتب العلمية التي تمكَن رجل الدين من إستنباط الأحكام الشرعية.

وأصدر آية الله السيد أبوالقاسم الخوئي تفسير البيان باللغة العربية وتحدث خلاله عن الإعجاز والتحريف والنسخ، كما أن هذا التفسير يستند  إلى علوم اللغة والأدب وتميز بالشمولية لما كان لآية الله الخوئي من إلمام كبير بالعلوم الدينية من الحديث والكلام ووالتفسير والأصول والحكمة والتأريخ والأدب.

ويتضمن الكتاب محاضرات السيد الخوئي في تفسير القرآن الكريم التي كان يلقيها على طلابه في الحوزة العلمية في النجف. يبتدأ الكتاب بمقدمات في علوم القرآن الكريم، ويتضمن ذلك بحوثاً اشتملت على موضوعات علمية تتصل بالقرآن من حيث عظمته واعجازه وصيانته من التحريف وسلامته من التناقض والنسخ في تشريعاته.

فيقدِّم المؤلف أوّلاً تأويلاً حيال الأحداث والعوامل التي أدَّت إلى التقديس المطلق لنص الوحي في الإسلام، ثمّ يتطرق إلى مباحث في علم الرجال ويبدأ بدارسة القرّاء الأوائل للقرآن الذين من عندهم تواتر القرآن. ثم يقدم مباحث في علم الكلام، ومباحث أصولية، وحديث عن البداء وعن حجية ظواهر الكتاب، وتعليقاته الستة والعشرين. ثم يشرع في تفسير سورة الفاتحة.

ويوجه آية الله الخوئي نقداً للعلماء الذين تطرقوا في تفسير القرآن الكريم إلى بُعد واحد فحسب ولم تكن لديهم رؤية شاملة وملمة في تفسير كتاب الله، كما قال في مقدمة تفسيره: "الشيء الذي يؤخذ على المفسّرين أن يقتصروا على بعض النواحي الممكنة، ويتركوا نواحي عظمة القرآن الأخرى، فيفسّره بعضهم من ناحية الأدب أو الإعراب، ويفسّره الآخر من ناحية الفلسفة، وثالث من ناحية العلوم الحديثة أو نحو ذلك، كأنّ القرآن لم ينزل إلا لهذه الناحية التي يختارها ذلك المفسّر، وتلك الوجهة التي يتوجه إليها. وهناك قوم كتبوا في التفسير غير أنه لا يوجد في كتبهم من التفسير إلا الشيء اليسير، وقوم آخرون فسّروه بآرائهم، أو اتبعوا فيه قول من لم يجعله الله حجّة بينه وبين عباده".

والمواضيع الأدبية واللاهوتية والتفسيرية والاجتماعية في تفسير "البيان" تظهر أن آية الله الخوئي قام بتفسير الآيات بمهارة ودقة، كما قد تطرق الى تحليل ودراسة كل آية من جوانب مختلفة. حاول آية الله السيد أبوالقاسم الخوئي في تفسيره أن يقدّم تفسيراً للآيات أولاً وبعد ذلك قد تطرق الى نقد الآراء التفسيرية ودراستها من خلال الرجوع إلى الآيات القرآنية.

وتميّز الكتاب بالتطرق إلى مباحث مهمة كـحديث الثقلين، وترجمة القرآن الكريم، والجبر و الاختيار، والشفاعة ونحوها.كما أنّ السيد الخوئي كان متأثراً وبوضوح في المباحث الكلامية لأستاذه محمد جواد البلاغي في كتابه آلاء الرحمن. كذلك تميّز الكتاب بتسليط الضوء على علوم القرآن في مسألة عدم تحريف القرآن الكريم؛ لذا كان مصدراً لكثير من طلبة علوم القرآن ومصدراً لكثير من المقالات التي حملت آراء المفسّر، وأيضاً أنّ اهتمام علماء أهل السنّة بهذا الكتاب دليل على حضوره الكبير في مجال الدراسات القرآنية.

captcha