ایکنا

IQNA

وقف "الأترجة" للقرآن نموذج للاستثمار الوقفي في قطر

10:30 - December 01, 2024
رمز الخبر: 3497980
إکنا: أوضح "الشيخ منصور عبد الله الكواري" الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية أن وقف الأترجة للقرآن هو من أكبر الأوقاف القرآنية، ويتكون من عمارتين سكنيتين تضمّان 112 شقة، وتشمل مرافق رياضية، وينتفع منها أكثر من 26 ألف طالب وطالبة بمراكز تعليم القرآن التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمناطق الدولة.

وأضاف أن الإدارة العامة للأوقاف القطرية خصصت وقفية الأترجة ضمن المصرف الوقفي للكتاب والسنة، والذي يهدف إلى تخريج جيل قرآني في أخلاقه ومعاملاته، ودعم مراكز تعليم القرآن الكريم والمسابقات الدينية.
 
ولفت إلى تنوع المصارف الوقفية على عدة مجالات، مثل بناء المساجد، ودعم الفقراء والمساكين، ودعم التعليم، وتمويل المستشفيات ودور الرعاية الصحية، مؤكداً أن المصارف الوقفية إرث إسلامي تعزز التعليم والصحة لخدمة المجتمع، وأن مثل هذه المشاريع الوقفية تسهم في الحفاظ على القيم الإسلامية وتخدم فئات المجتمع بطرق متعددة.

ودعا الكواري الواقفين الكرام إلى إخلاص النية لله؛ لضمان استمرار الأجر والثواب، مؤكداً أن هذه الأوقاف تُعد من أعظم الصدقات الجارية التي يستمر ثوابها بعد وفاة الواقف، ما دام الوقف يؤدي رسالته الخيرية.
 
بداية ما هو الوقف وكيف يكون الأجر دائماً؟

– بالنسبة للوقف هو حبس للمال، وبعد الحبس ينتفع به الموقوف عليهم مع بقاء هذه العين التي أوقفها، ويُجمع على أوقاف، فإذًا هو تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة، وقد جاء في كتاب الله عز وجل وفي سنة النبي(ص) ما يدل على فضل الوقف:
 
قال الله تعالى: «وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون» (البقرة: الآية 272).
 
وقوله سبحانه وتعالى: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون» (آل عمران: الآية 92).
وقف
وقوله عز وجل: «إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ» (يس، الآية12).
 
وفي حديث النبي(ص): «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
 
والصدقة الجارية هي الوقف، فجريان واستمرار الثواب لهذا الذي أوقف مستمرًا له بعد موته من خلال هذا الوقف.
 
كما قال النبي(ص): «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته، بعد موته، علمًا نشره، وولدًا صالحًا تركه، ومصحفًا ورَّثَهُ، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته».
 
ما هي وقفية الأترجة للقرآن الكريم؟

– يعتبر وقف الأترجة من أكبر الأوقاف التي تقوم على كتاب الله تعالى، فهي أوقاف قرآنية، ويتكون الوقف من عمارتين تحتويان على 112 شقة سكنية بمواصفات خاصة، إذ تضم إليها ناديًا رياضيًا، وهي تحت إشراف الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية.
 
ومأخوذ هذا الاسم من قول النبي(ص): «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب».
 
فلطيب ثمرة الأترجة ورائحتها أخذ منه اسم هذا الوقف، و-خصوصًا- وأنها من دور القرآن الكريم الوقفية، إذ ينتفع من خلالها أكثر من 26 ألف طالب وطالبة.
 
ما هي المصارف الوقفية؟

– قسمت الإدارة العامة للأوقاف المصارف الوقفية إلى ستة مصارف تشمل جميع مجالات الحياة، وتندرج تحتها العديد من الوقفيات، والمصارف الوقفية هي: المصرف الوقفي للبر والتقوى الذي يُعنى بشتى أوجه الخير والتقوى التي يشترطها الواقفون. والمصرف الوقفي لخدمة القرآن والسنة، ويُعنى بخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بكافة الطرق والوسائل. والمصرف الوقفي لخدمة المساجد، ويُعنى بأمر المساجد، من بناء وصيانة ورعاية. والمصرف الوقفي للتنمية العلمية والثقافية والمخصص لدعم مختلف المجالات العلمية والثقافية. والمصرف الوقفي لرعاية الأسرة والطفولة، ويُعنى بشؤون الأسرة باعتبارها اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات. والمصرف الوقفي للرعاية الصحية، ويختص بدعم تقديم الرعاية للمرضى المحتاجين وتوفير الخدمات الصحية المناسبة لهم.
 
ما أهمية وقفية الأترجة، ولماذا خصصت الإدارة العامة للأوقاف وقفاً للقرآن والسنة؟

الإدارة العامة للأوقاف أوقفت مشروع الأترجة مشكورة، وخصصت مصرفاً للقرآن الكريم والسنة، وهذا يدل على العناية بهذا الأصل العظيم، حيث أهمية العناية بكتاب الله سبحانه وتعالى وأهمية استمرار هذه الأوقاف والعناية بها، كذلك ضرورة توفير الموارد لاستمرار هذه الأعمال الخيرية العظيمة، وعدم انقطاعها لخدمة كتاب الله عز وجل وسنة نبيه(ص).
 
ومن أهداف المصرف الوقفي إخراج جيل قرآني في خلقه ومعاملته، ودعم مراكز ودور تعليم القرآن الكريم في قطر، ودعم المسابقات التي تنظمها المدارس والجامعات لتعلم كتاب الله عز وجل والحديث النبوي الشريف.
 
ما الرسالة التي توجهها للواقفين الكرام؟

– من الأمور التي أوصى بها الواقفين الكرام، ومن ينوي الوقف أن يُخلص لله سبحانه وتعالى، وأن يعلم الواقف أن ما يقدمه العبد في حياته قبل موته ينتفع به بعد موته.
 
كما قال تعالى: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون» (آل عمران: الآية 92) فإذا كان المال مما حبب إلى النفس، أو كان العقار الموقوف لله تعالى مما حبب إلى النفس وبذله لله سبحانه وتعالى ففي هذا ما يعظم أجر الواقف.
 
ما الرسالة التي توجهها للقائمين على وقفية الأترجة؟

– مما يوجه للقائمين على وقفية الأترجة أن يخلصوا لله سبحانه وتعالى وأن يعلموا أنهم على خير عظيم، وأن عليهم مسؤوليات من جهة نظارتهم على هذا الوقف، والقيام بحقه، وبذل قصارى الجهد، والاستثمار فيه، والعناية به، وصيانته، وإنفاق العائد منه في خدمة كتاب الله؛ ليصل الخير من الوقف إلى أهل القرآن.
 
المصدر: جريدة الراية

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha