وأكد أن البديهيات هي أمور يدركها الإنسان تلقائيًا دون الحاجة إلى إعمال الفكر أو التحليل العقلي، مشيرًا إلى أنها تمثل جوهرًا من الإعجاز والرقي في القرآن الكريم.
وأوضح الشيخ الجندي أن القرآن الكريم مليء بآيات بديهية يمكن تقسيم الناس تجاهها إلى فئتين: الأولى لا تدرك عظمتها وتعتبرها أمورًا مألوفة، أما الثانية فهي الفئة الفاهمة التي تستشعر عظمة هذه الآيات فتسجد خشوعًا لله تقديرًا لهذا الإعجاز.
واستشهد الشيخ بآيات من سورة يس، حيث قال الله تعالى:"وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)".
وأكد أن هذه الآيات تمثل قمة البديهيات القرآنية التي تعكس قدرة الله في إعادة خلق الإنسان بعد موته.
وأشار الشيخ الجندي إلى أن البديهيات القرآنية لا تحتاج إلى تدبر عقلي كبير، بل إنها بديهية في مضمونها، ومع ذلك فإن العلماء يرون أن هذه الآيات تستدعي تفكرًا أعمق، مما يبرز إعجازها الفريد.
إن البديهيات القرآنية هي القضايا التي يقدمها القرآن بأسلوب يلامس فطرة الإنسان ويخاطب عقله ببساطة، مما يجعلها مفهومة دون تعقيد.
وتتعلق هذه البديهيات بقضايا إيمانية كقدرة الله على الخلق والبعث. يُبرز العلماء أن هذه الآيات تمثل نموذجًا لإعجاز القرآن في الجمع بين البساطة والعُمق، فهي سهلة الفهم ومليئة بالدلالات لمن يتأملها.
المصدر: بوابة أخبار اليوم