ويستذكرُ العراقيّون اليوم وكلّ شرفاء العالم الذكرى السنويّة الحادية عشرة لصدور فتوى الدفاع الكفائيّ، التي أطلقها المرجع المفدى سماحة السيد السيستاني في الخامس عشر من شعبان عام 1435 هجرية, بعد ان اجتمعت سقيفة بني سفيان في الفلوجة والانبار, ورفعوا شعار (قادمون يا بغداد), ليمهدوا الطريق لعصابات الكفر والضلالة بدخول أراضي هذا البلد الجريح, وتحركت جيوش المغول لتغزوا أرض العراق, بعد ان انهارت المؤسسة الامنية باكملها وهرب كبار قادة الجيش العراقي الى أربيل وبغداد تاركين أسلحتهم الى الدواعش, حتى سقطت مدن العراق الواحدة تلو الأخرى بسبب خيانة الساسة من اصحاب المنصات المشؤومة ليصل الغزاة الى أسوار مدينة بغداد في وقت تنحى الجميع عن هذا الوضع وظل متفرجاً على على ما يجري, فمنهم من هرب ومنهم من اختفى ومنهم من بات متفرجاً.
فأطلق المرجع الاعلى السيد السيستاني (دام ظله) صرخته التاريخية بفتوى الدفاع المقدس من ذلك الزقاق الضيق من أزقة النجف الاشرف, فهبت الملايين من أتباع أهل البيت(عليهم السلام) من أبناء الوسط والجنوب لنصرة العراق وإبعاد الخطر عن أهل المناطق الغربية التي استباحتها جيوش الكفر, فلبست تلك الجموع البشرية أكفانها وحملت موتها على أكفها, ولم يفكروا في قومية أو تبعية أو طائفية بل كل همهم ان لاتدنس أرض العراق ولايستباح شرف أهل العراق.
لقد قاد قائدنا السيستاني سفينة العراق بكل حكمة وهدوء وسط تلك الامواج المتلاطمة بسبب مراهقة وتهور وفشل وفساد الساسة الذين باعوا العراق في النهاية الى الدواع ش لينقذ العراق من دمار حتمي خطط له الاستكبار العالمي سنين طوال.
ومن الصدف أن يكون اعلان هذه الفتوى مع يوم ميلاد منقذ البشرية الامام المهدي(أرواحنا لمقدمه الفداء) لتكون بمثابة عهد وولاء مع القائد المصلح. لذا على الجميع أن يفهم أن الحشد الذي تأسس في ظرف قياسي زمني خرق كل النظم والقوانين العسكرية هو الحشد العقائدي الذي أسسته المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف, ورجاله هم أبناء المرجع الأعلى السيد السيستاني (حفظه الله) الذين ياتمرون بأمره, ويلتزمون بوصاياه, فلاتقربوا منه وابعدوا شياطينكم عنه فالفتوى لازالت قائمة وأيدينا لازالت على الزناد فاحذروا الحليم اذا غضب.
بقلم الباحث العراقي في الشؤون الدينية السيد محمد الطالقاني
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: