وأعلن عن ذلك، الأستاذ الأكاديمي بجامعة طهران الدكتور "مسعود فكري" في الحلقة الرابعة من سلسلة حلقات "في رحاب شهر الصيام" التي تمّ تسجيلها تحت عنوان "شهر رمضان والقرآن" في أستوديو وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) بالعاصمة الايرانية طهران.
وقال الدكتور فكري إنه من المواقف المُعجبة في القرآن الكريم أنه يجمع بين الكثير من المضامين التي ترتبط فيما بينها وكأنها نوع من الشبكة المتداخلة، مضيفاً: "ماذا أريد أن أقول؟ لنعود إلى الآية 183 من سورة البقرة التي تتحدث عن وجوب الصيام "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" وفي الآية 185 من سورة البقرة المباركة يقول الله تعالى "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ" فـكأن الله تبارك وتعالى في هذه الآيات التي تتطرق إلى موضوعين أساسيين؛ الموضوع الأول: الصيام، والموضوع الثاني: شهر رمضان ومنزلة هذا الشهر المبارك الذي يُعبّر عنه بشهر رمضان ولكنه يذكّرنا بأمرين أساسيين وهذا ما يرشدنا إلى أن هناك علاقة وطيدة ووثيقة بين الصيام والواجب الشرعي في هذا الشهر والمكانة المباركة لشهر رمضان بوصفه شهر نزول القرآن فيقول الله تعالى "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن".
إقرأ أيضاً
وقال: "كما تعلمون أن الأوقات والأزمنة والمواعيد في القرآن الكريم لها أهمية وليس ظروف عادية واعتيادية".
وأردف مبيناً: "مثلاً حسب ما يوجد في الثقافة الإسلامية فإن ليلة الجمعة مختلفة عن سائر الليالي في الأسبوع أو مثلاً يوم عرفة في الحج يختلف تماماً عن سائر الأيام".
واستطرد قائلاً: "إن الهداية الإلهية بأتم ما لها من مضمون ومن مفهوم تتحقق في هذا الشهر بشيئين أساسيين؛ جانب إلهي وهو أن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن في هذا الشهر ليكون مدخلاً وباباً مفتوحاً أمام الإنسان ليقيم علاقة معرفية بالاستفادة من هذا الكتاب العظيم".
وأضاف: "النقطة الثانية تتعلق بعلاقة نزول القرآن في شهر رمضان والصيام في الشهر الفضيل وهذا الجانب هو جانب إنساني فإن الإنسان يؤدب نفسه ويربّي نفسه ويحاول أن يكون ملتزماً للاستلهام بهذا الكتاب فـ الصوم يؤدّب الإنسان ليكون قابلاً لاستلهام هذا الكتاب، وهذا الكتاب قد جاء كمصدر ومنبع الهي ليلهم الانسان بهذه التربية الالهية".
المزيد من التفاصيل بالفيديو المرفق.....