وأعلن عن ذلك، المحلّل السياسي الفلسطيني والکاتب في الشأن العسكري والسياسي "أحمد عبد الرحمن" في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، مضيفاً أن استئناف الحرب والعدوان على غزة وتنصل الاحتلال الاسرائيلي من استكمال المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة كان متوقعاً منذ اليوم الأول لإبرام هذا الاتفاق.
وأشار الى عدم سماح العدو الصهيوني بدخول المساعدات كما نصّ البروتوكول الإنسانى أو حتى فتح بعض الطرق الرئيسية كـ شارع "صلاح الدين" وعدم سماح هذا الكيان بدخول البيوت المتنقلة والأدوية بالشكل المناسب، قائلاً: إن كل هذا كان يظهر بأن الاحتلال يريد استعادة أسراه فقط وجمع معلومات استخبارية في مدة الـ 42 يوماً التي استغرقتها المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة.
وأضاف: "أعتقد أن نتانياهو لا يريد إنهاء الحرب لأن مستقبله السياسي مرتبط بها بشكل مباشر، کما أنه يتعرض للابتزاز من اليمين المتطرف من شركاءه في الائتلاف مثل "سموتريتش" و"بن غفير" وهو أيضاً لا يقل تطرفاً عنهم وهو يعاني من مشاكل كثيرة سواء مع الجيش أو جهاز الأمن العام "الشاباك" وقبل كل ذلك مع المحكمة في قضايا الفساد الثلاثة المرفوعة ضده وهي كفيلة بأن تدخله السجن على الأقل لمدة 10 سنوات".
إقرأ أيضاً:
وأوضح أن "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يرى في استئناف القتال مخرجاً مهماً وربما إطالة لعمره السياسي وإبقاءه على رأس الحكومة خصوصاً في ظلّ تطرف كل المجتمع الإسرائيلي، يعني لا يصدق أحد أن هناك يساراً في فلسطين المحتلة، هي فقط مصطلحات لا أكثر ولكن على الأرض هم يختلفون فقط على كيف يقتلون الشعب الفلسطيني وكيف ينفذون جرائم الإبادة".
وأشار الى أن "أزمة الوضع الغذائي والصحي في قطاع غزة متفاقمة وهي بدأت ربما منذ الشهر الرابع للعدوان يعني عندما نفدت المعونات الطبية والغذائية"، مبيناً أن "قطاع غزة قطاع صغير ومحاصر منذ العام 2007 تقريباً ولا يدخله إلا إمكانيات شحيحة على هذا المستوى. لذلك لا يوجد في غزة ذخيرة أو إمدادات كبيرة من الغذاء والدواء".
وبيّن أن "المسيرة الطويلة من التضحيات التي قدّمها الشعب الفلسطيني وأيضاً ما قًدم له من جبهات الاسناد من لبنان واليمن والعراق والجمهورية الإسلامية في إيران لن تدفع الشعب الفلسطيني للتراجع وهو يستخدم سلاح الصبر الذي اعتقد بأنه سلاح استراتيجي لدى الشعب الفلسطيني، كما اعتقد أنه سينجح عاجلاً أو آجلاً في كسر الإرادة الصهيونية القذرة وأيضاً هذا العجز والفشل العربي والإسلامي والعالمي".
وأشار الى أنه بخصوص الخلافات الداخلية الإسرائيلية فهي خلافات قديمة وليست جديدة فـ الخلاف بين العلمانيين الصهاينة والمتدينين هو يستمر منذ مؤتمر "بازل" في القرن الماضي بسويسرا وبعد تأسيس هذه الدولة الهجينة والمارقة على أرض فلسطين في عام 1948 من القرن الماضي أيضاً الخلافات كانت واضحة بين غوريون وبين المتدينين وربما اتسعت هذه الخلافات أكثر بعد سيطرة الليكود، منذ ذلك الحين واليمين يسيطر إلا بعض الفترات التي وصل فيها "باراك" و"أولمرت".
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني: "أنا أعتقد أن كل هذه الخلافات هي خلافات داخلية ولا تؤثر على الحرب حتى لو جاء محلّ رئيس الوزراء الإسرائيلي هؤلاء الذين يعتبرون وسطيين إن جاز التعبير، فـ هم أيضاً يشاركونه نفس الأهداف وهم يدعون إلى إبادة هذا الشعب وإلى قتله وإخراجه من أرض والاختلاف فقط على الأولويات".
وقال أحمد عبدالرحمن بخصوص مقترح التهدئة الأخير إنه "مقترح إسرائيلي وليس مقترحاً مصرياً، للأسف الوسطاء لا سيما القطري والمصري هم وسطاء لنقل المقترحات فقط ولا يطرحون مبادرات من قبلهم".
وصرّح: "أعتقد أن المقترح غير مقبول من قبل المقاومة، يعني تضمين بند نزع السلاح وإخراج قادة المقاومة من قطاع غزة وتسليم كل الأسرى في استكمال لمرحلة أولى وليس للبدء في مرحلة ثانية من اتفاق التهدئة. والاحتلال الاسرائيلي والجانب الأمريكي والوسطاء العرب يحاولون إرغام المقاومة ويضغطون من أجل قبول المقاومة بهذا المقترح، ولذلك أعتقد بأن هذا المقترح بحاجة إلى تعديلات كثيرة".
المزيد من التفاصيل بالمقطع الصوتي المرفق....