إن 25 شوال، هو الذكرى السنوية لاستشهاد الإمام جعفر الصادق(ع)، الذي كان له في حياته الشريفة نشاط علمي أكبر بكثير مقارنة ببقية الأئمة الشيعة بسبب ضعف الحكومة الأموية. وقد قُدّر عدد طلابه ورواة حديثه بأربعة آلاف شخص.
ومعظم روايات أهل البيت(ع) من الإمام الصادق(ع)، ولهذا يُطلق على مذهب الشيعة الإمامية أيضًا اسم المذهب الجعفري. الإمام الصادق(ع) يحظى بمكانة عالية بين الأئمة الفقهاء من أهل السنة. وقد اعتبره أبو حنيفة أنه أعلم الناس بين المسلمين.
ولم يشارك الإمام الصادق(ع) في ثورة عمّهم الكبير زيد بن علي(ع) وكان ينصح الشيعة بالابتعاد عن الثورة. ولم يكن لديه علاقات طيبة مع الحكام في زمنه. بسبب الضغوط السياسية من الحكومات الأموية والعباسية، استخدم الإمام الصادق(ع) أسلوب التقية وكان ينصح أتباعه بذلك أيضاً.
إقرأ أيضاً
وقال العضو في هيئة التدريس في جامعة الإمام الصادق(ع)، "عباس تقويان" في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) حول السيرة العلمية والعملية للإمام الصادق (ع) بأنه بعد الفترة التي شهدت حادثة عاشوراء واستشهاد الإمام الحسين (ع)، تولى الإمام الصادق (ع) الإمامة في ظروف مليئة بالتحديات والمشكلات.
وأضاف: "كان عليه أيضاً مراعاة العديد من الأمور السياسية حتى يتمكن المسلمون والشيعة من الوصول إلى نوع من التنظيم من الناحية العقائدية والسياسية والاجتماعية، وتحقيق مكانة تتناسب مع شأنهم".
وقال عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام الصادق(ع) إنه في زمن الإمام الصادق(ع) كانت هناك معتقدات وأفكار وانحرافات كثيرة، مضيفاً: "قام الإمام الصادق(ع) في مثل هذه الظروف بإطلاق نهضة فكرية وثقافية وتولى تعليم وتربية المسلمين ليقوموا بتربية من يمكنهم الوقوف في وجه التيارات الفكرية المنحرفة".
وأردف تقويان قائلاً: "إن فترة انتقال السلطة من بني أمية إلى بني العباس، كانت نقطة تحول مهمة للشيعة حيث كانت فترة حكم بني أمية شديدة القمع والتحدي؛ ما جعل الظروف صعبة جداً على المسلمين، وخاصة الشيعة.
وفيما يخصّ تعاليم الإمام الصادق (ع)، استطرد قائلاً: "العالم الشيعي أصبح يعرف الإمام الصادق (ع) كـ مؤسس الفقه الجعفري ويُعرف المذهب الشيعي باسم الشيعة الجعفرية لأنه تم تقديم الفقه الشيعي من قبل الإمام الصادق (ع)."
وأوضح: "قام الإمام جعفر الصادق (ع) بتنظيم القوى الشيعية في كل مجال، واتخذ خطوات لتأهيل الكوادر بين الشيعة ليكونوا مصدر تأثير في المناطق المختلفة من الأراضي الإسلامية".
وأكدّ الأكاديمي الإيراني قائلاً: "واحدة من القضايا الاجتماعية والسياسية المهمة في العالم الإسلامي هي قضية الحج، التي لها أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية مؤثرة. وقد استخدم الإمام الصادق (ع) مراراً وتكراراً أداة الحج الإبراهيمي لتعبئة الجماهير، وتوسيع الفكر الشيعي، وكشف طبيعة الحكام المجرمين من بني أمية وبني العباس."