ونظّمت منظمة النشاطات القرآنية للأكاديميين الايرانيين التابعة إلى منظمة الجهاد الجامعي في إيران مساء أمس الأول الإثنين 5 مايو / أيار الجاري ندوة إلكترونية دولية لإحياء ذكرى خادم القرآن الكريم الأستاذ الجليل المرحوم "عبد الرسول عبائي".
وبدأت الندوة بكلمة ترحيب من المدير العام لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية "الدكتور جليل بيت مشعلي"، ثم حاضر فيها عبر تقنية الاتصال المرئي كل من القارئ والمحكّم في المسابقات القرآنية "الدكتور رافع العامري" من العراق، والمدرّس والمحكّم الدولي في المسابقات القرآنية "سيد محسن موسوي بلده"، والمدرّس القرآني "كريم دولتي"، والأستاذ الجامعي والمحكّم الدولي في المسابقات القرآنية "داود تك فلاح" من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفي بداية هذه الندوة الدولية، قام القارئ الايراني البارز "سيد عزيز سيد نور"، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وتبع ذلك عرض لفرقة "محمد رسول الله (ص)" للتواشيح والانشاد الديني قد تم إنتاجه في وصف الإمام رضا (ع).
إقرأ أيضاً:
وأشار الدكتور رافع العامري خلال الكلمة التي ألقاها في هذه الندوة عبر تقنيه الاتصال المرئي إلى روح التعاون لدى الأستاذ عبائي، وذكر أن الأستاذ كان يبذل أقصى درجات التعاون في كل مكان يدخل إليه، وكان شخصية لا مثيل لها في الساحة العلمية والقرآنية.
كما أشار سعة الصدر للأستاذ عبائي، قائلاً: "ربما سيكون ملفتاً لكم أن تعرفوا أن أول شخص أدخلني إلى مجال التحكيم في المسابقات كان الأستاذ عبائي حيث كان لديه إتقان للغة العربية ودائماً ما كان يحمل معه كراسة وكتاباً حول الصرف والنحو، وهذه الصفة تدلّ على روح التعليم والتعلم لدى الأستاذ".
وأضاف العامري أن أحد أبرز صفات الأستاذ عبائي كان تواضعه وعدم الكبرياء وكان يدخل الجمع بابتسامة وبوجه بشوش، وكانت هذه الصفات هي ما تجعله يحظى بترحيب الحاضرين في أي تجمع.
في جزء آخر من هذه الندوة، قال والأستاذ الجامعي والمحكّم الدولي في المسابقات القرآنية "داود تك فلاح": "عندما كنت في الثانية من عمري، كان الأستاذ عبائي قد حصل على درجة الماجستير من جامعة بغداد، لذا نحن أصغر بكثير من أن نتحدث عنه".
وأضاف: "كان الأستاذ عبائي معلماً لمدة ثلاثين عاماً، وكانت أول معرفتي به حوالي عام 1984 ميلادي، في تلك الأيام كان يُدرّس اللغة العربية بشكل جميل جداً، ومن خلال ذلك أصبحت مهتماً باللغة العربية".
وأردف قائلاً: "كان الأستاذ عبائي معلماً بكل ما للكلمة من معنى في الحديث، وكان لديه دروس في التلفزيون، وكان يُدرّس بطريقة ممتعة لدرجة أنني لم أكن أفوت ذلك البرنامج التلفزيوني".
وأكد هذا المدرس للقرآن الكريم أن الأستاذ عبائي كان معلماً ومتعلماً طوال حياته، فقال: "جميع عظمائنا في مختلف المجالات كانوا يسعون للتعلم حتى نهاية حياتهم، وكان الأستاذ عبائي واحدًا من هؤلاء العظماء".
كما أشار الرائد القرآني الإيراني "سيد محسن موسوي بلدة" خلال الكلمة التي ألقاها في هذه الندوة الى الآية القرآنية "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ کُنْتَ فَظًّا غَلِیظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ" قائلاً: إن الأستاذ عبائي كان متخلقاً بالأخلاق القرآنية، لدرجة أنه لا يمل الإنسان من الحديث معه واللقاء به. خلال السنوات التي كنت على التواصل معه، سافرنا معًا عدة مرات، وكان يتمتع بشخصية جذابة وأخلاقية للغاية.
وصرّح أن المرحوم عبائي كان أستاذاً جامعياً في مجال اللغة العربية وآدابها، كما كان عضواً في هيئة التدريس بجامعة علوم القرآن والحديث في عتبة السيد عبد العظيم الحسني (ع)، مبيناً أنه نظراً لإجادته العالية لمادة الوقف والابتداء، شارك الأستاذ عبائي كالحكم في المسابقات الدولية للقرآن الكريم الكريم، وانتخب رئيساً للجنة التحكيم.
وأشار الى أن أحد أسباب اختيار الأستاذ الجليل المرحوم عبائي رئيساً للجنة التحكيم في المسابقات الدولية للقرآن في إیران کان العلاقات الجيدة التي كانت تربطه بالمحکمین الناطقين بالعربية، ولذلك كان يعتبر دائماً أحد أفضل الخيارات لرئاسة لجنة التحكيم.