
"لقد ثبت من خلال تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العدوان على غزة، أن الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع لو أرادت أن تفرض على الكيان الصهيوني حلولاً للوضع الإنساني الذي وصل إلى حد المجاعة الجماعية لكل سكان غزة، وأحسنت حركة حماس إذ وافقت على إطلاق سراح الجندي الصهيوني، أمريكي الجنسية عيدان ألكسندر، مقابل فتح المعابر لمرور مواد غذائية وإطلاق مفاوضات جديدة في الدوحة، وهذا ما خلق خلافاً فيما بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، الذي بعدما كان يصر على عدم ارتباط الاتفاق بين حماس والولايات المتحدة الأمريكية بوقف إطلاق النار، عاد وبعد اتصال هاتفي مع ترامب ليعلن انه سيرسل وفداً الى قطر لإطلاق مفاوضات لوقف إطلاق النار.
إقرأ أيضاً:
إننا في تجمع العلماء المسلمين بلبنان نطالب الحكومات العربية التي سيزورها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالضغط عليه بأن يوقف الحرب على غزة، فبيده إبقائها أو استمرارها وحتى تصعيدها، وبالتالي لا يجوز أن نقدم له أموال المسلمين التي تجنيها هذه الدول من النفط ومن مواسم الحج والعمرة، في حين يحول هو هذه الأموال إلى قذائف تقتل عشرات الآلاف من الأبرياء في غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن.
فإذا كان لا بد من دفع أموال إليه، فلتكن في مقابل الضغط على الكيان الصهيوني لإيقاف حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها في غزة.
إن الاتفاق الحاصل بين حركة حماس والولايات المتحدة الأمريكية يعني أن هذه الدولة المارقة قد اعترفت بحركة حماس باعتبارها الممسكة بزمام الأمور في غزة، وهذا اعتراف منها بشرعيتها، وإلا لما تفاوضت معها، طبعاً حركة حماس ليست بحاجة لا للولايات المتحدة الامريكية ولا لغيرها لإثبات تمثيلها لأهالي غزة وقيادتها لهذا القطاع الغالي من فلسطين بشكل خاص والأمة الإسلامية بشكل عام.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع الهيئة الإدارية ومناقشتها للأوضاع المستجدة في لبنان والمنطقة نعلن ما يلي:
أولاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتهنئة للشعب اللبناني على انجاز الانتخابات البلدية في جبل لبنان والشمال، والتي جرت بأجواء ايجابية لولا إطلاق النار الذي حصل في الشمال وأدى إلى وفاة مواطنين أبرياء وجرح آخرين، ونطالب الدولة اللبنانية بوضع حد للسلاح المتفلت ومعاقبة كل من تسول له نفسه إطلاق النار في هكذا المناسبات.
ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على استهداف دراجة نارية في بلدة حولا جنوب لبنان أدت لإرتقاء الشهيد موسى علي عبود، والتي تأتي في سياق اعتداءات يومية دونما تحرك من لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، واكتفاء الدولة ببيانات الاستنكار دون أخذ أي قرارات حاسمة تضع حداً لهذا العدوان المتكرر الذي لن يرتدع إلا من خلال الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة.
ثالثاً: نأمل أن تكون زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للمنطقة سبباً لإطلاق مفاوضات جدية تؤدي لرفع الحصار عن غزة، وإطلاق الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب العدو الصهيوني من كامل القطاع مقابل إطلاق سراح الأسرى الصهاينة، فهذه فرصة لن تتكرر. نأمل من حكام الدول العربية التي سيزورها ترامب ممارسة ضغط حقيقي لحصولها.
رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على قصف مجمع ناصر الطبي، مما أدى إلى استشهاد القيادي الكبير في حركة حماس أحمد القدرة رئيس جهاز المكافحة فيها، وأدى القصف أيضاً إلى اغتيال الصحفي الكبير حسن أصليح، مع ما في ذلك من تعريض لحياة المرضى والمصابين في المجمع للخطر، وانتهاك العدو الصهيوني لشرعة حقوق الإنسان وقوانين الحرب المتفق عليها دولياً، والتي تمنع من استهداف المستشفيات.