
وبهدف توسعة دائرة وأعداد الحافظين
للقرآن الكريم والعلوم الشرعية المختلفة، والوصول إلى أكبر شريحة داخل السعودية، تتجه جمعية "المركز الخيري" لتعليم القرآن وعلومه «تعلم»، إلى إطلاق منصة إلكترونية تعليمية جديدة تحمل مسمى "المصباح" لتعليم القرآن الكريم وعلومه لغير الناطقين بالعربية في المملكة، ومدة البرنامج التعليمي 4 أعوام، تشتمل السنتان الأولى والثانية منها على تعلم اللغة العربية والقرآن الكريم، والثالثة والرابعة على تعلم العلوم الشرعية، كما يشتمل على تلاوة القرآن الكريم كامًلا، وحفظ 4 أجزاء، بواقع جزء كل عام دراسي، وتتيح المنصة التعليم المدمج والافتراضي.
300 مسلم
أبان مدير الشؤون التعليمية بالإدارة العامة في الجمعية عبدالرحمن آل عبدالعزيز، أن برنامج «المصباح»، يطبق حضورياً في الوقت الحالي في فرع الجمعية بالرياض، ويعمم «حضورياً» على مستوى المملكة، ويدرس فيها 300 من المقيمين المسلمين من جنسيات مختلفة آسيوية وأوروبية وأفريقية غير ناطقين بالعربية.
وبين أن في الجمعية، برامج أكاديمية قصيرة، وبرامج أخرى مستواها عال، تعنى بخريجي المعاهد العالية في الجامعات الإسلامية والكليات شرعية، إلى جانب برامج العناية بالقرآن الكريم بالحفظ وتصحيح التلاوة وإقامة المسابقات، وكل ما يعزز حفظ القرآن الكريم وتحسين مخرجات الحفظ، علاوة على الأنشطة والبرامج التي من شأنها تخريج حافظين ومتقنين ومجازين من جنسيات مختلفة.
ويتبع للجمعية 6 فروع في كل من الرياض، والمدينة المنورة، والأحساء، والخبر، والخرج، والدوادمي، ويستفاد منها 60 ألف مستفيد ومستفيدة سنوياً على مستوى المملكة، كما تعمل الجمعية على تعليم القرآن والعلوم الشعرية وتحسين السلوك لنزلاء الإصلاحيات في 11 مدينة في المملكة.
15 جنسية مختلفة
بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي للجمعية إبراهيم العباد، أن لدى الجمعية، خطة للتوسع في الفروع بالمملكة، وذلك باستحداث فرع في كل عام، مبيناً أن الجمعية، أطلقت أخيراً تطبيقاً إلكترونياً يحمل مسمى (تعلم القرآن)، وهو متاح لأي وقت على مدى الـ24 ساعة، وفي أي مكان، واستفاد منه 24 ألف مستفيد ومستفيدة، لافتًا إلى أن الجمعية تقدم «إجازات» في التلاوة عبر متخصصين ومعتمدين، مضيفًا أن برنامج «المصباح» الحضوري حالياً يخرّج 50 طالباً سنوياً من أكثر من 15 جنسية مختلفة من غير الناطقين بالعربية.
حماسة كبيرة
ويبين "محمد أحمد سيسي" من دولة مالي، وهو أحد الملتحقين بالجمعية، أنه يدرس في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الملك فيصل بالأحساء، حافظًا للقرآن الكريم كاملًا، مع إكمال القراءات الـ10، مستوى أخير في الجامعة، أنه اكتسب اللغة العربية من خلال الدراسة في بلاده بمدارس خاصة، وتمكن من حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو لم يتجاوز الـ10 أعوام، وكان الحفظ دون إلمام بمعاني المفردات، وفي المرحلة الثانوية بدأ الإلمام شيئًا فشيئا بمعاني القرآن الكريم، لافتًا إلى أن هناك أعدادًا كبير في بلاده حافظين للقرآن الكريم، وهناك حماس كبير عند أولياء الأمور في تسجيل أبنائهم في مدارس تحفيظ القرآن الكريم لارتباط حفظ القرآن الكريم بنمو أفضل للطفل، وارتفاع نسبة الذكاء والفطنة، مقارنة بأقرانه الأطفال الآخرين.
3 أسطر يوميًا
و"محمد موسى براجي" من دولة جامبيا يكون حافظاً للقرآن الكريم كاملًا، وهو ملتحق آخر بالجمعية، يبين أنه درس في مركز لتحفيظ القرآن الكريم منذ أن كان في الثامنة، وعندما تخرج من المركز توجه للدراسة الشرعية في المعهد الإسلامي في بلاده، وفي البداية، كان الحفظ فقط دون فهم المفردات، وطريقة الحفظ كانت تتمثل في حفظ 3 أسطر كل يوم، ومن ثم 5 أسطر، ومن ثم إلى نصف صفحة يوميًا.
وبين أن تعلم حروف اللغة العربية، يستغرق 8 أشهر، وخلال 5 أعوام حفظ القرآن الكريم كاملًا «في المرحلة الابتدائية»، وهو حاليًا يدرس في جامعة الملك فيصل بالأحساء، ويراجع حاليًا 5 أجزاء يوميًا، والتسميع في حلقة تحفيظ القرآن الكريم في جامع حلقة الجمعة في الهفوف نحو أكثر من 20 حزبًا، وحضور الدورات في حلقة تحفيظ بجامع آخر في الهفوف، ولديه قدرة قراءة القرآن الكريم كاملًا كل اليوم، وفي ذلك تثبيت للحفظ.
سلامة نطق الحروف
بدوره، قال مدرب اللغة العربية لغير الناطقين بها الدكتور محمد عبدالله العامر إن القرآن الكريم ركيزة نورانية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وأثبتت الدراسات العلمية الميدانية، قدرة الملتحقين بحلق القرآن الكريم، والحافظين خصوصًا من غير العرب على سهولة التحدث باللغة العربية، وسلامة نطقهم للحروف.
وأضاف: "تخبرنا صفحات التاريخ عن علماء أجلاء وفلاسفة عظام قدموا للحضارة الإسلامية أرقى أنواع العلوم في الطب والكيمياء والأحياء وعلم النفس والفلك والجغرافيا والرياضيات، وهؤلاء العظماء، ينتمون إلى قوميات ومذاهب متعددة جمعهم الإسلام تحت ظله، فتعلموا القرآن ثم العربية، فكتبوا جل إبداعاتهم وعلومهم بالعربية، فصرنا نقرأ طب ابن سيناء وابن النفيس والغزالي والفارابي وغيرهم بالعربية بوصفها لغة العلوم".
المصدر: الوطن