ایکنا

IQNA

قريباً...تسجيلات نادرة لمقرئي القرآن في متحف "ماسبيرو"

10:56 - June 08, 2025
رمز الخبر: 3500456
إکنا: إنّ مشروع متحف "ماسبيرو" لاحتواء تسجيلات مشاهير قراء القرآن من المصريين، سيشمل قائمة طويلة من الأسماء اللامعة من أصحاب الحناجر الذهبية، كالشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمود خليل الحصري و....

وربما جاءت فكرة إنشاء متحف داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة لاحتواء عدد كبير من التسجيلات النادرة لمُقرئي القرآن الكريم، متزامنة مع النشاطات المتلاحقة من بعض مُستخدمي تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مُخيف يُهدد باستنساخ كل شيء وأي شيء مهما كان حجمه وأهميته، فتلك المسألة باتت كاشفة عن الأضرار والتحديات المُحتملة للتكنولوجيا الرقمية بما لا يدع مجالاً للشك في مقدرة الذكاء الاصطناعي على مُحاكاة كافة الإبداعات البشرية بلا استثناء.

ومنذ عدة أسابيع تمكن مُذيع بشبكة إذاعية مصرية شهيرة من صناعة أغنية مُتكاملة الشروط الفنية والمواصفات، كلمات ولحن وأداء غنائي، كل ذلك من بنات أفكار الذكاء الاصطناعي، والتي هي بالأساس مُستقاة من معلومات أدخلها العنصر البشري في ظروف وسياقات مُختلفة فصارت مادة خام يستدعيها الذكاء الاصطناعي عند الحاجة ويُفعلها تقنياً وتكنولوجياً لخدمة الغرض المُراد والغاية المُستهدفة.


إقرأ أيضاً:


وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن جميع مهارات الذكاء الاصطناعي مصدرها الأول هو الإنسان بإحساسه وعقله وتركيبته النفسية والسيكولوجية ومضامينه الذهنية. وبرغم اليقين الراسخ علمياً بأن العقل البشري هو المُلهم الحقيقي للذكاء الاصطناعي، إلا أن الشعور العام بالخطر لدى المُبدعين لا يزال قائماً، لاسيما في ظل الاعتقاد بأن التقنيات الحديثة القائمة والمُتوقعة خلال السنوات المقبلة يُمكن أن تقضي على الدور البشري نهائياً وتُحيله إلى مجرد دور ثانوي يُمكن الاستغناء عنه في أي وقت.

وبالعودة إلى متحف التسجيلات القرآنية النادرة لكبار مُقرئي إذاعة القرآن الكريم، يتعين التأكيد على أهمية هذا المشروع بالفعل صوناً للثروة الإذاعية وضماناً لبقائها بأصوات أصحابها الأصليين، تحسباً لحدوث أي من أعمال الاستنساخ المُخل والمشوه على غرار ما يحدث في المُصنفات الإبداعية التي يتم السطو عليها بانتظام لتتحول إلى نسخ صناعية باهته خالية من أي روح أو إحساس، الإحساس الذي ما زال الذكاء الاصطناعي عاجزاً عن تحقيقه أو تعويضه حتى الآن.

أسماء لامعة

ومشروع متحف ماسبيرو لاحتواء تسجيلات مشاهير قراء القرآن الكريم من المصريين، سيشمل قائمة طويلة من الأسماء اللامعة من أصحاب الحناجر الذهبية، كالشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمود خليل الحصري والشيخ علي محمود والشيخ محمود صديق المنشاوي وشقيقه محمد صديق المنشاوي، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمد محمود الطبلاوي والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي وطه الفشني وراغب مصطفى غلوش وأبو العينين شعيشع ومحمود علي البنا وعبد المنعم الطوخي.

ولعل ما يُميز المُتحف المُنتظر استعداده لاستقبال الزوار المصريين والعرب وفق خُطة العمل والتجهيزات المُعتمدة من جانب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، فإتاحة زيارة المتحف للجمهور المصري والضيوف من كل البلاد الإسلامية سيوسع بالضرورة دائرة المعارف حول التراث الإذاعي وبصفة خاصة ما يتعلق منه بالتسجيلات القرآنية لمشاهير القراء، فضلاً عن العائد الاستثماري المتوقع من الرواد والزائرين المصريين والوافدين.

وبهذا يكون قد تحقق للمشروع الثقافي الحضاري الديني المهم، جانبين من المنفعة والاستفادة، جانب معرفي وهو الأهم بالطبع وجانب مادي يأتي في المرتبة الثانية بطبيعة الحال، بالإضافة للبُعد الأساسي وهو حفظ الذاكرة الإعلامية – القومية الوطنية من العبث أو التلف أو السطو أو الاستنساخ التقني المعيب.

وفي سياق مُنفصل مُتصل، تأتي على نحو آخر مبادرة وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو لحفظ التراث الغنائي والموسيقي لآلة السمسمية التي تشتهر بها مُدينة السويس والتي جرى استخدامها في المناسبات الوطنية للتعبير عن الإبداع الغنائي السويسي النوعي المُرتبط بالمقاومة الشعبية ضد العدو الإسرائيلي، فتلك الآلة كان لها السبق في صناعة ألحان وطنية إقليمية مؤثرة في زمن الحروب والانتصارات، وما زالت تحتفظ بخصوصيتها لدى جماهير السويس وجميع مُدن القناة.

وقد ورد ذكرها وتوظيفها في العديد من الأفلام السينمائية التي تناولت فترات الحرب، سواء في 67 أو الاستنزاف أو حرب أكتوبر المجيدة.

وتعتبر آلة السمسمية من الآلات الطربية المؤثرة بقوة والتي تتميز بصوتها الموسيقي الشجي، الباعث على القتال والنضال والذود عن الأوطان.

ولأن الأجواء الحالية في المنطقة العربية تشهد توترات وقلاقل، فقد تم استدعاء التراث الشعبي الموسيقي والغنائي الوطني للاستشهاد به واستحضاره كحالة إيجابية تدل عبى بقاء روح المقاومة والاستعداد التام للقتال إذا ما استدعت الظروف ذلك، ولهذا تم الاهتمام بتوثيق آلة السمسمية كجزء من التراث الفولكلوري الشعبي التاريخي المُرتبط بكفاح الجماهير وانتمائها وارتباطها بالقضايا الوطنية.

المصدر: القدس العربي 

captcha