وأشار إلى ذلك، الباحث والكاتب الإيراني والمؤلف لكتاب حول نهج البلاغة تحت عنوان "على أكتاف المحيط" حجة الإسلام والمسلمين "الشيخ علي رهبر"، وقال: "إن الحديث عن معارف وتعاليم نهج البلاغة للجيل الحالي لا يمكن أن يعتمد بعد الآن على اللغة والسرد التفصيلي، والتفسيري والتشريحي كما كانت عليه أعمال القدماء، إذ أن هذا الجيل يتواصل أقل مع مثل هذه الأدبيات والروايات".

وحول كتابه أضاف: "توجد كتب متعددة ومجلدات متنوعة وقيمة حول نهج البلاغة، لكن اعتماداً على نفس الرؤية في تقديم غذاء ثقافي للشباب، وبناء على اقتراح أصدقائي، فكرت في اتخاذ خطوة وكتابة عمل يتسم بعمق المعرفة والروحانية في نهج البلاغة للجيل الحالي، حتى أنني حاولت اختيار عنوان مختلف له."

وأردف مبيناً: "أؤكد أن مجموعة الخمسة مجلدات "على أكتاف المحيط" قد كُتبت للجيل الشاب، بالاعتماد على ترجمة سلسة وصحيحة، في ظروف تجعل من جهة بعض الأخطاء والأضرار التي تعرضت لها ترجمات القدماء القيمة بسبب اللغة المبالغ فيها والثقيلة والفقهية."

إقرأ أيضاً:

واستطرد مبيناً: "أجيب بصراحة وصدق أنه من أجل قول وكتابة ونقل المعارف والأسس العظيمة والعميقة لنهج البلاغة أو سلوك ومنهج الإمام علي (ع) إلى الجيل الشاب، فإن الذكاء الفائق والذاكرة القوية وحدهما غير كافيين."

وقال الشيخ رهبر: "يعتمد الكثيرون على هذا الأسلوب ويعتمدون على الذكاء والذاكرة؛ بينما في مواجهة جيل يتواصل ويعيش مع الشبكات الاجتماعية، وقد اختلط نمط حياته بهذه الأدوات، لم يعد بإمكاننا نقل المفاهيم العميقة والدقيقة في عرفان نهج البلاغة وسيرة أمير المؤمنين (ع) من خلال خطاب طويل يمتد لعدة ساعات."

وأردف مبيناً: "إذا تأملنا في الخطبة القوية للسيدة زينب (س) في الكوفة أو خطبة الإمام السجاد (ع) في قلب الحكم الأموي خلال فترة الأسر، سندرك بوضوح كيف يجب علينا اختيار التعبير المعرفي وجوهر هذا الكلام لننقله إلى الجيل الشاب؟"

واختتم قائلاً: "هنا يصبح التلخيص فكرة تحويلها إلى فن، ذات قيمة ومهم جداً"، مؤكداً: "يجب اليوم أن نأخذ في الاعتبار أهمية "المختصرة والمفصلة"؛ أي "قصيرة ولكن بمعانٍ عميقة"، من أجل تعزيز التواصل والقبول والتنفيذ والتطبيق لمبادئ المعرفة التي يتم نقلها إلى الجيل الشاب في كل مستوى."

4287879