
وفي كلمته أمام الوفد، أكد سماحة المرجع الديني
الشيخ محمد اليعقوبي أن "بلاد أفريقيا بحاجة ماسة إلى العمل الدعوي والتبليغي، خصوصاً في الجانب المرتبط بمذهب
أهل البيت (عليهم السلام)، وأن عشرات السنين لا تكفي لبناء وجود قوي وراسخ يجتمع حوله جميع الناس، لذا لا بد من مضاعفة الجهود بكل الأشكال".
وأضاف سماحتُهُ: "إن دراستكم للعلوم الدينية تمثل نصف الطريق، مستشهداً بالآية الكريمة: {"فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ"} لافتًا إلى أن النصف الآخر يتمثل في تبليغ الناس وإنذارهم بعد العودة إليهم، {"وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ"} مضيفاً: "قد لا يتيسر أن يذهب الجميع في كل عام أو موسم تبليغي، لكن يمكن للبعض السفر، فيما يؤدي آخرون دورهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
وشدد سماحته على أن "التبليغ الميداني يظل الأساس، لأن الناس بطبعها تميل إلى التواصل المباشر مع العالم والقدوة الذي تقتدي به، وترغب برؤيته وسماع توجيهاته مباشرة"، لافتاً إلى أن بعض الطلبة قد يفضلون البقاء في حواضر العلم مثل قم أو مشهد أو النجف لما فيها من ظروف معيشية أفضل،بدل العودة إلى بلدانهم،"معتبرًا أن هذا التفكير غير سليم".
وأكد سماحتُهُ أن الصعوبات والمعاناة في هذا الطريق تُسجَّل كعمل صالح، كما جاء في قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ... إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ﴾."
واختتم سماحته بالدعاء للوفد قائلاً: "نسأل الله تعالى أن يبارك في أعمالكم، ويؤيدكم، ويسدد خطاكم، ويجعلكم من القادة إلى الخير وإلى سبيله،كما في الدعاء المأثور: اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك".
من جهته،عبر أعضاء الوفد الأفريقي الزائر عن شكره وامتنانه لسماحة المرجع اليعقوبي على دعمه واهتمامه بالطلبة الأفارقة في مختلف أماكن تواجدهم، مشيرين إلى أن الكثير منهم يلقّبونه بـ "أبي الطلبة الأفارقة"،وهو لقب لم يأتِ جزافًا، بل نابع من مواقفه الأبوية ورعايته المتواصلة لهم."