ایکنا

IQNA

رجل دين حوزوي إیراني في حديث لـ"إکنا":

توجّه الإمام الحسن العسكري (ع) في تربية المجتمع الشيعي لفترة الغيبة

11:03 - September 01, 2025
رمز الخبر: 3501487
قم المقدسة ـ إکنا: أشار الباحث في الحوزة العلمية بقم المقدسة "الشیخ حسن بسطامي" إلى الظروف السياسية الصعبة التي واجهت الإمام الحسن العسكري (ع)، وقال: "في ظلّ هذه الظروف، سعى الإمام(ع) أولاً: إلى الحفاظ على تماسك ووحدة المجتمع الشيعي، وثانياً: إلى الإجابة على قضاياهم الفكرية والثقافية، وثالثاً: إلى إيلاء اهتمام خاص بالأوضاع الاقتصادية للناس، ورابعاً: إلى إعداد الشيعة لفترة غيبة الإمام المهدي (عج)."

وأشار إلى ذلك، الباحث في الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة "الشيخ حسن بسطامي" في حديث لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري (ع) حيث تطرق إلى الظروف التي عاش بها الإمام(ع) وعلاقته بالخلفاء العباسيين.

وفي معرض ردّه على سؤال حول الظروف السياسية في عهد الإمام الحسن العسكري (ع) وكيف استطاع أن يتولى قيادة الشيعة رغم ضغوط الحكومة العباسية، قال: "واجه الإمام العسكري (ع) خلال فترة إمامته ظروفاً سياسية صعبة، ويمكن الإشارة إلى بعض محاورها المهمة."

وفي معرض إشارته إلى محاور هذه الفترة المهمة قال: "أولاً: كان الإمام العسكري (ع) تحت مراقبة شديدة من قبل الحكومة، حتى أن المصادر التاريخية ذكرت أن مكان إقامته كان في منطقة "عسكر" التي كانت على ما يبدو مدينة عسكرية بالقرب من مدينة سامراء. وكان الإمام (ع) مضطراً كل أسبوع في يومي الاثنين والخميس أن يذهب إلى دار الحكومة للتعريف بنفسه، حتى تتأكد الحكومة من أنه لم يغادر سامراء ولم يذهب مثلاً إلى المدينة المنورة أو الكوفة."


إقرأ أيضاً:


وأضاف: "ثانياً: ازدادت الخلافات الفكرية والعقائدية بين الشيعة، ما أدّى إلى تفرقة المجتمع الشيعي الواسع، حتى أن هناك نقاشات مطولة ومثيرة للفرقة ظهرت حول مسألة ما إذا كان الله جسماً أم لا. ثالثاً: بالإضافة إلى الخلافات في المسائل الكلامية والفقهية، كان بعض الشيعة يشككون حتى في إمامة ذلك الإمام(ع)، وقد أصبح هذا الأمر عميقاً وواسعاً إلى درجة أن الإمام العسكري (ع) نفسه، حسب ما نقل الشيخ الصدوق (رحمه الله)، قال إنه لم يُشكك في إمامة أي إمام بقدر ما شُكك في إمامته."

وفيما يتعلق بالأسباب التي استدعت قيام الإمام (ع) بتربية التلاميذ ونشر المعارف، رغم وجود القمع العباسي، قال: "إن وجود أجواء القمع والمنع من حضور الإمام (ع) بين الشيعة كان يقتضي أن يكون الإمام الحسن العسكري (ع) دائماً يسعى لتربية تلاميذ ليجدوا بأنفسهم طريق الحق والهداية، ويعرّفوا الآخرين بمعارف مدرسة أهل البيت (ع)."

وأوضح: "كان تلامذة الإمام(ع) يحضرون في أماكن مختلفة حيث يعيش الشيعة ليؤدوا الرسالة الإلهية التي أوكلها الإمام (ع) إليهم. ومع مرور الزمن، بلغ بعض تلامذة الإمام(ع) مرتبة الوكالة عنه ليكونوا فيما بعد مرشدي المجتمع الشيعي في عصر الغيبة، مثل "عثمان بن سعيد العمري" الذي ذكره الشيخ الطوسي كـ شخصية موثوقة وكان وكيل الإمام (ع) الأعلى، وكانت جميع الأموال الشرعية تصل إليه."

واستطرد الشيخ بسطامي قائلاً: "قد سجّل الشيخ الطوسي عدد تلامذة الإمام العسكري (ع) بأكثر من مائة شخص، وكان "أحمد بن إسحاق الأشعري" ممثل الإمام (ع) الخاص والموثوق في مدينة قم، وكان يقدّم الأموال الشرعية إلى الإمام (ع) في زياراته المتعددة."

4302575

captcha