ایکنا

IQNA

شرح خصائص الإسلام الوسطي في ندوة سينمائية في النمسا

11:36 - September 14, 2025
رمز الخبر: 3501608
إکنا: عُقدت ندوة بعنوان "رسالة التعاطف والتضامن الإنساني للعالم: قراءة سينمائية لفيلم محمد رسول الله(ص) من إخراج مجيد مجيدي"، بتنظيم المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في النمسا ومركز تنمية الفكر للأطفال والناشئة، وتمّ خلالها شرح عشرة خصائص رئيسية للإسلام الوسطي.

وأقيمت هذه الندوة في العاصمة النمساوية "فيينا"، والتي تُعتبر عاصمة الثقافة والفن في أوروبا، وتستضيف سنوياً بعض أهم الأحداث السينمائية العالمية.
 
وجاء تنظيم هذه الندوة بمناسبة تسمية عام 2025 الميلادي (1447 الهجري القمري) من قبل منظمة التعاون الإسلامي بـ "عام الاحتفاء بالذكرى الألف وخمسمائة لميلاد الرسول الأعظم(ص)"، وذلك يوم الخميس 11 سبتمبر 2025 من الساعة 16:00 حتى 18:00 بتوقيت وسط أوروبا(CEST)، وكان هدفها نشر تعاليم الرحمة والعدالة والتضامن الإنساني على أساس سيرة النبي الأكرم(ص).

وفي هذا الاجتماع، تمّ عرض مقاطع متنوعة من فيلم "محمد رسول الله (ص)"، إلا أن نقطة التحول في هذا البرنامج كانت عرض رسالة مصورة خاصة من "مجيد مجيدي"، الكاتب والمخرج البارز لفيلم "محمد رسول الله (ص)"، موجهة إلى هذا الحدث، حيث أشار مجيدي في هذه الرسالة إلى عملية إنتاج الفيلم، وقارنها بأعمال مشابهة عن أنبياء آخرين مثل السيد المسيح (ع)، النبي موسى (ع)، وحتى البوذا، واعتبر اقتصار السينما في العالم الإسلامي على فيلمين فقط عن النبي محمد (ص) نوعاً من الظلم بحقه، ودعا إلى تعويض هذا التقصير.

كما اعتبر اختزال صورة للنبي محمد (ص) في البطولة والحروب ظلماً آخر بحقه، وأكد أن القرآن الكريم يصف أهم صفة للنبي الأكرم (ص) بأنه "رحمة للعالمين"، وذكّر أنه في جميع الحروب التي وقعت في حياة رسول الله (ص)، لم يكن هو البادئ بها، وأن جميع تلك الحروب كانت دفاعية.
 
واعتبر مجيدي أن ميثاق الحرب للنبي محمد (ص) هو ميثاق أخلاقي دولي يمكن الاستفادة منه في الأمم المتحدة، لأنه لا يجيز الدفاع فقط ضمن إطار الأخلاق، بل يخلق أيضاً فرصاً لظهور الأخلاق في الدفاع، مثل حسن معاملة الأسرى وغير ذلك، وهو أمر فريد حقاً.
خصائص الإسلام الوسطي في ندوة سينمائية في النمسا
وأشار مجيدي إلى الفظائع الأخيرة في قطاع غزة، وخاصة قتل الأطفال وتجويع السكان، واعتبر أن وقوع هذه الأحداث في ظلّ صمت المجتمع الدولي دليل على خلو العالم من الأخلاق والمعرفة الوجودية.

في جانب آخر من الندوة، أشاد "محمد رضا ورزي"، الكاتب والمخرج السينمائي، بفيلم محمد رسول الله(ص) وتناول تحليل الجوانب المضيئة للفيلم.

وبدوها، قالت الباحثة في الفنّ النظري في النمسا "مليحة نوروزي" خلال کلمتها بهذا الاجتماع الذي أقيم بهدف التعريف بفيلم محمد رسول الله (ص) للمخرج مجيد مجيدي: "في جميع الأديان والثقافات والتاريخ، نبحث عن شخصيات معينة ليس فقط بسبب تعاليمها، ولكن بسبب ما تكشفه عن هويتنا وما يمكن أن نكونه. النبي محمد (ص) هو أحد هذه الشخصيات. لكن فيلم "محمد رسول الله(ص)" للمخرج مجيد مجيدي يدعونا لنراه ليس في أوج سلطته النبوية، بل في ضعف طفولته. ليس بالمعجزات، بل بالرحمة. ليس بالوحي، بل بالمعرفة؛ معرفة تقول: أرى ألمك ولا أستطيع أن أتجاهله. هذا الفيلم ليس مجرد سيرة ذاتية دينية، بل هو لاهوت سينمائي للتعاطف".
 
وتابعت: "هذا الفيلم هو تأمل بصري في كيف يمكن للتعاطف، حتى في أصغر الأفعال، أن يؤدي إلى تحول اجتماعي، وربما الأهم من ذلك، أنه دعوة إلى التضامن الإنساني في عالم يتزايد تعريفه بفقدانه".
خصائص الإسلام الوسطي في ندوة سينمائية في النمسا
وأضافت مليحة نوروزي: "مجيد مجيدي لا يعظ بالتعاطف، بل يعرضه من خلال التقنية السينمائية. نظرة النبي(ص) تصبح نظرتنا. نرى المعاناة ليس كحقيقة تاريخية لمجتمع مكة، بل كظلم عالمي وأبدي ينعكس في أشكال حديثة".
 
وأكدت مليحة نوروزي: "يتجاوز هذا الفيلم جذوره اللاهوتية وينقل رسالة عالمية تتجاوز حدود الأديان. تتحدث هذه الرسالة إلى المسيحيين واليهود والهندوس والبوذيين وحتى الإنسانيين العلمانيين، لأنها تتناول شيئًا أعمق من المعتقدات".

كما تحدّث "رضا غلامي"، المدرس البارز في الفلسفة السياسية والدراسات الثقافية والحضارية، والمستشار الثقافي الإيراني في النمسا، وقال: "في هذه اللحظات المباركة، بينما اجتمعنا لنحيي الذكرى الألف وخمسمائة لميلاد النبي الكريم محمد (ص)، لدينا فرصة فريدة للتأمل في أحد ألمع جوانب رسالته الإلهية وهي "الإسلام الوسطي".
 
وأشار في حديثه إلى عشرة من الخصائص الرئيسية للإسلام الوسطي، وقال: "أولا: الرحمة، واللين، والمحبة، وثانياً: التسامح وعدم الأنانية، وثالثاً: الإحسان وحسن النية للجميع، ورابعاً: البشاشة والتسامح مع الصبر تجاه وجهات النظر المختلفة، وخامساً: التعايش السلمي، وسادساً: دعم الضعفاء والمحتاجين، وسابعاً: العلم والانفتاح والتعددية، وثامناً: السلام والابتعاد عن العنف، وتاسعاً: التوازن بين الدنيا والآخرة والاجتماع، وعاشراً: المسؤولية الاجتماعية والسلام العالمي".

واختتم غلامي كلمته قائلاً: "إن الإسلام الوسطي، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، هو الإسلام الأصيل الذي جاء به النبي(ص)؛ إيمانٌ مبنيٌّ على أسسٍ متينة من الحبّ والكرامة الإنسانية والاعتدال والأخلاق النبيلة. وإذا فُهم هذا الجوهر المشرق وطبقناه على النحو الصحيح، فلن يؤدي إلى سعادة الفرد فحسب، بل إلى سلامٍ دائمٍ وعدالةٍ عالميةٍ أيضاً".
خصائص الإسلام الوسطي في ندوة سينمائية في النمسا
 
خصائص الإسلام الوسطي في ندوة سينمائية في النمسا
 
captcha