ایکنا

IQNA

خالد الجندي: من عجائب القرآن تعدد المعاني في الكلمة الواحدة

9:36 - September 14, 2025
رمز الخبر: 3501609
إکنا: أوضح "الشيخ خالد الجندي"، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مصر، أن من أعظم عجائب القرآن الكريم ظاهرة تعدد المعاني في الكلمة الواحدة، مشيراً إلى أن هذه الخاصية الفريدة تدل على الإعجاز اللغوي العميق للقرآن، وعلى إحاطته التامة بلسان العرب الذي نزل به.

وأكد الجندي، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" والمذاع عبر قناة "دي إم سي"، أن اللغة العربية تُمكّن الكلمة الواحدة من حمل معانٍ متعددة، دون إخلال بالمعنى العام أو السياق، وهو ما لا يتوافر في أي لغة أخرى بهذه الغزارة والثراء، مضيفاً أن هذا التنوع الدلالي يتطلب الحرص والدقة عند تفسير آيات القرآن الكريم، إذ لا يصح حمل اللفظ على معنى لا يناسب السياق الذي ورد فيه.

إقرأ أيضاً:


ونوه إلى أن هذه الظاهرة ليست مجرد إعجاز لغوي، بل تمثل دعوة للتدبر والتفكر في معاني القرآن، والتمتع بجمالياته البلاغية، قائلًا: "لماذا لا نستمتع بهذا التفرد البياني؟ لماذا لا نمنح أبناءنا فرصة التذوق اللغوي من خلال القرآن؟ إن في ذلك متعة عقلية وروحية، وتعليمًا راقيًا للغة العربية في أبهى صورها".
 
 الاقتراب من معاني الكلمات القرآنية

وأشار إلى أن الاقتراب من معاني الكلمات القرآنية، كفعل "اتخذ" مثلًا، يكشف لنا عن ثراء بياني مدهش، فـ"اتخذ" يختلف تمامًا عن "أخذ" في المعنى والسياق، فبينما تدل "أخذ" على الضم والجذب المادي، فإن "اتخذ" تشير إلى الاعتياد أو الاستمرار على فعل ما، مؤكدًا أن القرآن الكريم يستخدم كل لفظ بدقة متناهية تتناسب مع الموضع والسياق.
 
وأضاف أن التفسير العلمي واللغوي لألفاظ القرآن في كتب مثل "الكشاف"، و"القرطبي"، و"الطبري"، و"روح المعاني"، يُظهر كمًّا هائلًا من المعاني الخفية التي تكشف عن إعجاز لا ينضب، داعيًا من يتحدث في تفسير القرآن أو يستنبط منه الأحكام إلى التروي والتأني، ومراجعة النفس قبل الخوض في معاني الآيات دون علم.
 
وأكد في ختام حديثه أن تعليم اللغة العربية من خلال القرآن الكريم، لا يقتصر على تعلم النحو أو الصرف، بل يشمل أيضًا الارتقاء بالمستوى البلاغي والذوق اللغوي والروحاني، إلى جانب نيل الأجر والثواب، حيث إن كل حرف من حروف القرآن بعشر حسنات، وإذا كانت الحسنات تتعدد، فمن باب أولى أن تتعدد المعاني.
 
المصدر: newsroom.info
captcha