
افتتح
آية الله السيد الموسوي خطبته بالتأكيد على أن المشاركة في الانتخابات واجب وطني، محذّراً من أن المقاطعة «تمنح الفاسدين فرصة جديدة للوصول إلى الحكم». وأوضح أن المرشحين يجب أن يُختاروا وفق صفاتهم وبرامجهم الحقيقية، لا وفق شعارات زائفة مثل «الخدمات»، التي وصفها بأنها واجبات إلزامية وليست مشروعاً سياسياً.
وانتقد
إمام جمعة بغداد بشدة ما اعتبره «تبعية القرار السياسي العراقي للخارج»، مؤكداً أن «مشروعنا الأساسي هو السيادة والاستقلال»، وأن قوة أي حكومة تكمن في استقلالها عن الإملاءات الأجنبية، سواء صدرت من أمريكا أو غيرها.
وفي تطرّقه إلى التطورات الأخيرة في قطر، اعتبر الموسوي أن ما جرى يشكّل «درساً لدول الخليج الفارسي التي راهنت على الحماية الأمريكية». وقال إن الحل الوحيد يكمن في «اتحاد حكومات المنطقة وقواها وشعوبها»، محذّراً من استمرار الارتهان للخارج الذي لم يثبت في الأزمات أنه ضامن للأمن أو السيادة.
إقرأ أيضاً:
وأوضح السيد الموسوي في خطبته أن قرارات مؤتمر القمة الإسلامية - العربية ما تزال «حبراً على ورق» ما لم تُترجم إلى خطوات عملية، منتقداً استمرار بعض دول الخليج الفارسي في الاحتفاظ بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل رغم العدوان. وأشاد بالموقف الإسباني الواضح ضد الاحتلال الاسرائيلي، معتبراً أن العالم العربي ما يزال متردداً، وأن القضية مرهونة بتطبيق فعلي لا بانتظار طويل قد يطيل أمد المعاناة.
أما عن غزة، فقد وصفها السيد الموسوي بأنها «القضية الأخطر والأكثر إيلاماً»، مندداً بالتدمير الذي تتعرض له المدينة وما يواجهه أهلها من حصار وتجويع. وانتقد الأمريكية التي تحمل المقاومة مسؤولية معاناة المدنيين، واعتبرها تبريراً صريحاً لجرائم الاحتلال. وقال: «ما يجري جريمة عظمى، يُقتل فيها المدنيون يومياً بلا ذنب، ويُترك مليونان من البشر لمصير الموت جوعاً أو تحت القصف».
كما وجّه انتقاداً إلى بعض الحكومات العربية التي لم تتخذ مواقف عملية، مقارنة بدول أوروبية أظهرت مواقف أكثر صراحة ضد إسرائيل، داعياً إلى «عمل عربي وإسلامي حقيقي يتجاوز حدود البيانات إلى خطوات عملية لحماية الشعب الفلسطيني».
واختتم السيد الموسوي خطبته بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية وضرورة استعادة السيادة الوطنية في العراق يجب أن تبقيا على رأس أولويات الأمة، محذّراً من أن استمرار الانقسامات والتبعية سيجعل المنطقة دائماً رهينة لإرادة القوى الخارجية.