
وبدأ الحفل بتلاوة آيات من
الذكر الحكيم بصوت عذب أضفى على القاعة أجواءً إيمانية عميقة. تلت ذلك كلمة ألقاها مفتي إيسنلر إسماعيل أوزن الذي عبّر عن سعادته بهذا الإنجاز، مشيدًا بجهود الطلاب وأسرهم والمعلمين الذين أسهموا في هذه الرحلة المباركة.
وأكد المفتي في كلمته أن
حفظ القرآن ليس نهاية المطاف بل هو بداية مسؤولية كبيرة، داعيًا الحفّاظ إلى أن يكونوا قدوة حسنة في مجتمعهم وأن يعملوا على نشر القيم القرآنية في حياتهم اليومية.
كما أوضح أوزن أن مشروع
تحفيظ القرآن الكريم يعدّ من أهم الاستثمارات في المستقبل، لأنه يساهم في تربية جيل يلتزم بالأخلاق والقيم ويشكّل ركيزة أساسية لمجتمع متماسك يسوده الإيمان والعلم، مشيراً إلى أن مثل هذه الاحتفالات تعكس حرص الدولة على دعم التعليم الديني المعتدل وتشجيع الشباب على الارتباط بالقرآن.
والحفل لم يقتصر على توزيع شهادات الإجازة، بل تخلله تكريم خاص للفائزين في مسابقات تجويد القرآن الكريم التي أقيمت خلال العام، حيث حصل المتفوقون على جوائز رمزية وشهادات تقدير بحضور أسرهم وأساتذتهم، الأمر الذي زاد من فرحتهم ومنحهم دافعًا أكبر للاستمرار في تطوير قدراتهم في علوم القرآن.
وحضر الحفل عدد من العلماء، أئمة المساجد، مديري الفروع التعليمية، أساتذة الكتاتيب، وأولياء الأمور الذين شاركوا أبناءهم هذه اللحظة التاريخية. كما ألقى بعض أولياء الأمور كلمات قصيرة عبّروا فيها عن امتنانهم للجهود المبذولة في رعاية الطلاب، وشكروا كل من ساهم في وصول أبنائهم إلى هذا المستوى من التميز.
واختتمت الفعالية بالدعاء الجماعي، حيث دعا الحاضرون أن يحفظ الله هؤلاء الحفّاظ ويجعلهم من العاملين بالقرآن، وأن ينفع بهم الأمة الإسلامية. وغادر الجميع المكان وهم يشعرون بالفخر والاعتزاز بهذا الحدث الذي يجسد مكانة القرآن الكريم في قلوب المسلمين في تركيا ويؤكد استمرار تقليد تحفيظ القرآن الذي يعود لعصور طويلة.
هذا الاحتفال يأتي في إطار سلسلة من الأنشطة التي تنظمها مديرية الشؤون الدينية لدعم تعليم القرآن في مختلف أنحاء تركيا، حيث تشهد السنوات الأخيرة إقبالًا متزايدًا من الشباب على الالتحاق بدورات التحفيظ، وهو ما يعكس وعيًا متناميًا بأهمية القيم الدينية في المجتمع المعاصر.
المصدر: وكالة نيو ترك بوست