
عقد مجلس الأمناء والهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعاً مشتركاً، خُصِصَ لمناقشة الأوضاع المستجدة على الساحتين المحلية والإقليمية، وصدر عنهما البيان التالي:
"لم يكتفِ المندوب الأمريكي توم براك بتوجيه الإهانات للبنانيين، بل تعدى بوقاحته ذلك بإتهام الدولة اللبنانية بأنها دولة فاشلة، كل ذلك بسبب أنها لم تنفذ وتنصاع للإرادة الأمريكية بافتعال حرب داخلية من خلال السعي لنزع سلاح المقاومة، ولم توافق على الذهاب نحو التطبيع الذي هو في حقيقة الأمر استسلام للعدو الصهيوني، ومع ذلك لم نجد أحداً من السياديين يتصدى للرد على هذه الإهانة التي تطاله كما تطال غيره، ولو أن كلاماً أقل بكثير من ذلك، صدر عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكانت قامت الدنيا ولم تقعد، ولقام وزير خارجية القوات اللبنانية يوسف رجي باستدعاء السفير الإيراني، أما أن يكون الذي وجه الإهانة للبنانيين وللدولة اللبنانية هو مندوب الولايات المتحدة الأمريكية، فإن ذلك على قلبه مثل العسل ولا يستدعي منه الرد.
إقرأ أيضاً:
كما أن الاعتداءات اليومية للعدو الصهيوني على أهل الجنوب والتي كان أخطرها ما حصل في كفررمان والذي أدى لارتقاء خمسة شهداء بينهم جريح في جريمة البيجر فقد كلتا عينيه، فهذا أمر لا يستدعي من وزير الخارجية القيام بتوجيه رسالة لمجلس الأمن يطالب فيها بعقد جلسة لمناقشة الاعتداءات الصهيونية، وإصدار إدانة عنه لها، حتى لو أدى ذلك إلى قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإسقاط القرار بالفيتو الظالم كما تفعل عادة.
إننا في تجمع العلماء المسلمين نعتقد أن الطريقة الوحيدة لمواجهة الاعتداءات الصهيونية هو باتخاذ اجراءات كفيلة بردع العدوان، ولهذا فإننا نتوجه بالتحية لفخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على قراره الطلب من قيادة الجيش اللبناني التصدي للتوغلات الصهيونية، ما يستدعي من فخامته دعوة المجلس الأعلى للدفاع لتحويل هذا الموقف الى قرار وطني صادر عن أعلى سلطة أمنية في البلاد التي باتت لوحدها تملك قرار الحرب والسلم، وهي بذلك لم تبادر الى الحرب، بل ما تقوم به يأتي في ضمن الحق المشروع في الدفاع عن النفس.
إن مجلس الأمناء والهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين، وبعد الاجتماع المشترك ومناقشة الأوضاع على الساحتين اللبنانية والاقليمية يعلنان ما يلي:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار الاعتداءات الصهيونية على لبنان، والانتهاكات المتكررة لقرار وقف إطلاق النار والقرار 1701 من خلال استهداف مسيرة صهيونية معادية، سيارة على طريق الدوير الشرقية في قضاء النبطية، ما أدى إلى ارتقاء شهيد وإصابة سبعة آخرين، واحتراق عدد من السيارات، وكذلك ارتقاء شهيد أخر في استهداف الطيران الصهيوني المسير لدراجة نارية في عيتا الشعب الحدودية، وتنفيذ العدو الصهيوني لتفجير منزل في منطقة كروم المراح في بلدة ميس الجبل.
ثانياً: يبارك تجمع العلماء المسلمين لدولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري دعوته لعقد اللقاء التنسيقي الأول لإعادة الإعمار، بحضور وزراء ونواب وفعاليات بلدية وممثلين عن مجلس الإنماء والاعمار ومجلس الجنوب، واعتبر التجمع أن هذا اللقاء خطوة في الاتجاه الصحيح وسط إهمال واضح من قبل الحكومة اللبنانية، وصرخة في وجه المقصرين في حق الشعب اللبناني في إعادة الاعمار والعودة الكريمة إلى بيوتهم.
ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومة الفلسطينية البطلة في الضفة الغربية على قيامها بإلقاء قنبلة محلية الصنع في وجه قوات الاحتلال الصهيوني خلال اقتحامها لبلدة قباطية جنوب جنين، كما يستنكر التجمع ترك العدو الصهيوني لألعاب أطفال مفخخة، لتغري الأطفال، وحين يمد الطفل يده نحو اللعبة الجميلة تنفجر في وجهه في انتهاك فاضح وواضح لحقوق الإنسان، وتعبير عن همجية العدو الصهيوني.
رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام سلطة الأمر الواقع في سوريا بالإعلان عن انخراط الحكومة السورية الانتقالية في التحالف الأمريكي ضد داعش، ما يجعلها شريكة مع العدو الصهيوني في هذا التحالف، ويفتح مسار التطبيع مع العدو الصهيوني تحت رعاية واشنطن، مما يجعل سوريا تسير في نهج التطبيع المعادي لقوى المقاومة في المنطقة، ومخالفة بذلك لنبض الشارع السوري المعادي للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية.