تعليقاً على العملية البطولية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في بيت حانون، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
بعد 640 يوما على بدء الإبادة الجماعية التي يقوم بها العدو الصهيوني ضد أهل غزة، لم يستطع هذا العدو إخماد شعلة المقاومة التي ما زالت تقاتل وبإبداع رائع وشجاعة منقطعة النظير، لتثبت للعالم ان صاحب الحق لا يمكن ان يهزم، وان العدو الصهيوني سيضطر عاجلاً ام آجلاً للتراجع أمام ضربات المقاومة.
لقد أراد بنيامين نتنياهو من خلال حربه على غزة تحقيق القضاء النهائي على حماس، معطياً لمعاركه التي خاضها عناوين توراتية لإعطاء الطابع الديني لهذه الحرب، لكنه لم ينجح في تحقيق أي من أهدافه، وما عملية عربات جدعون الأخيرة إلا دليل على فشل معاركه، وقوة المقاومة وانتصارها، فقد رأينا بالأمس هذه العربات تحترق بعبوات المقاومة النوعية في عملية متعددة الأهداف أدت إلى مقتل 5 جنود صهاينة وإصابة 14 آخرين من كتيبة نيتسح يهودا في لواء غافير، اعترف العدو الصهيوني بهذه الخسارة التي اعتبرها خسارة فادحة، ويوماً مؤلماً لكيانه.
وأهمية هذه العملية أنها جاءت في الوقت الذي سافر فيه بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء الرئيس دونالد ترامب، وبحث موضوع غزة، فكأن المقاومة أرادت أن تعلن لهما أنكما لن تستطيعا أن تقضيا عليها، وعليكم القبول بوقف إطلاق النار دون خداع من خلال ما يروج له نتنياهو عن وقف إطلاق النار المؤقت، ثم يعود للحرب من جديد بعد ترتيب أوضاع جنوده.
إننا في تجمع العلماء المسلمين، إذ نتوجه إلى المقاومة الفلسطينية في غزة وعلى رأسها حركة حماس بالتهنئة على هذه العملية البطولية، ندعو إلى تصعيد هذه العمليات لأن هذا العدو لا يفهم سوى لغة القوة، ونستبشر خيراً بما أعلنه الناطق الرسمي باسم حركة حماس المجاهد أبو عبيدة بأن جنائز وجثث العدو الصهيوني ستصبح حدثاً دائماً ومستمراً بإذن الله طالما استمر عدوان الاحتلال وحربه المجرمة ضد الشعب الفلسطيني.
إن جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة التي بدأت بين العدو الصهيوني وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، ستجري هذه المرة على وقع العمليات البطولية للمقاومة، وسيكون بيد المفاوض الفلسطيني ورقة قوية في أنه إذا لم يوافق العدو الصهيوني على الاتفاق فإن هذه العمليات ستتصاعد، والمقاومة لن تهزم.
إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ نعلن تأييدنا لكل ما أوردته حركة حماس تعليقاً على هذه العملية البطولية نعلن أننا نتمسك بمواقفنا المعلنة في تأييد المقاومة، بغض النظر عن اراجيف المطبعين أو الزاحفين نحو الاعتراف بالكيان الصهيوني الذي لا حل معه سوى المقاومة حتى زوال كيانه الغاصب.
إن عملية بيت حانون الجريئة والشجاعة أثبتت أن العدو الصهيوني فشل في إنهاء المقاومة وعمَّق مأزق الاحتلال، ما أدى الى تزايد الضغوط على المسار السياسي للمفاوضات، وهذا ما عبر عنه عضو الكنيست رام بن براك بأن كل يوم إضافي في غزة يؤدي الى تآكل الانجاز، وفي النهاية سوف يمسح بالكامل.
إن الكيان الصهيوني هذه الأيام يعاني من مأزق يجب العمل على تعميقه حتى زوال كيانه الغاصب.