ایکنا

IQNA

أستاذ حوزوي إیراني في حوار لـ"إکنا":

تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي؛ جسر بين الحكمة والقرآن

9:44 - November 16, 2025
رمز الخبر: 3502442
اصفهان ـ إکنا: قال الأستاذ في الحوزة العلمیة والجامعة "السيد روح الله فياض": "إن العلّامة الطباطبائي (رحمه الله) أسّس من خلال تفسير الميزان إتجاهاً جديداً في فهم القرآن الكريم؛ اتجاهاً يعتبر القرآن مصدراً لتفسير نفسه ويقدّم الفكر مفتاحاً لفهم الآيات الإلهية".

وأشار إلى ذلك، حجة الإسلام "السيد روح الله فياض"، إمام جمعة شمال مدينة أصفهان وأستاذ الحوزة العلمية والجامعة، في حديث لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية حول دراسة منهج العلّامة في تفسير القرآن، والعلاقة بين الفلسفة والقرآن الكريم في فكره، وتأثير تعاليمه الحكيمة والمعرفية على المجتمع اليوم.

وقال: "إن الفرق بين تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي مع باقي التفاسير يمكن دراسته في عدة محاور؛ أولاً: إن العلامة في تفسير الميزان يدعو القارئ  إلى التفكر العميق في القرآن الكريم، وليس مجرد إعطائه معلومات ليغفل عن التأمل والتعمق في آيات القرآن الكريم المباركة".

وأضاف: "الفرق الثاني بين تفسيره عن باقي التفاسير هو أن العلامة الطباطبائي يعتبر "القرآن منظومة متكاملة ومنسجمة، وفهم آية واحدة يتحقق عندما يكون الإنسان مطلعاً على هذه المنظومة بأكملها وعلى كليّة القرآن ليتمكن من فهم جزء منها" وهذا ما يسمى: تفسير القرآن بالقرآن؛ أي أن القرآن نفسه هو أهم مصدر لتفسير القرآن، وكان العلامة الطباطبائي (رحمه الله) يفسّر القرآن بالقرآن".


إقرأ أيضاً:


وأردف مبيناً: "أما الفرق الثالث فهو أن العلامة الطباطبائي كان يتحقق من الأحاديث المرتبطة بالآيات المباركة ضمن الآيات المنقولة، ويقيسها على آيات القرآن نفسها؛ أي حتى لو لم يكن في سند الحديث مشكلة أو عيب، كان معيار العلامة أن هذا الحديث هل يطابق الآية أم لا".

وفي معرض ردّه على سؤال بخصوص دور تعاليم العلامة الطباطبائي في تصحيح المسار الاجتماعي، قال الأستاذ في الحوزة العلمية والجامعة وإمام الجمعة في اصفهان: "إذا أردنا حلّ مشكلة اجتماعية، فإن أهم طريقة هي إصلاح فكر الشخص الذي يعاني من المشكلة الاجتماعية أو أصيب بذلك الضرر الاجتماعي، ويجب أن يبدأ الإصلاح من الفكر، وهذا يعكس أهمية النهج الذي اتخذه المفكرون والعظماء مثل العلامة الطباطبائي".

واستطرد قائلاً: "أهم مهمة للفيلسوف والحكيم الإسلامي هي تقديم الفكر الأصيل والفكر السامي للبشر، وبطبيعة الحال، عندما ينتشر هذا الفكر السامي بين أفراد المجتمع، فإنه يقطع جذور المشكلات والآفات الاجتماعية من الأساس ويساهم في حلّ المشاكل".

وحول المفاهيم الفلسفية للعلامة التي لها أكبر ارتباط بحياتنا اليومية، قال: "برأيي (معرفة النفس) أو (الوعي الذاتي)، التي تناولها العلامة الطباطبائي، ضمن الحكمة المتعالية لصدر المتألهين، وهي إحدى القضايا الأساسية في مدرسته الفلسفية".

وأردف موضحاً: "معرفة النفس تعني معرفة الإنسان الحقيقية بنفسه وبحقيقة وجوده، الوعي الذاتي يرتبط بجميع أبعاد الحياة اليومية للإنسان، وجميع شؤون حياة الإنسان، سواء السلوك الفردي أو الاجتماعي، تُعرف من خلال الوعي الذاتي ومعرفة النفس".

وفي معرض ردّه على سؤال ما التأثير الذي يمكن أن يكون للتعريف بأعمال العلامة الطباطبائي، على المجتمع وجيل الشباب، قال: "إذا ما تم نشر أي عمل من أعمال المفكرين والفلاسفة الكبار مثل العلامة الطباطبائي، فهذا يؤدي إلى أن حياة شبابنا وأفراد المجتمع تكتسب معنى".

وأضاف: "هذا الإضفاء للمعنى على حياة الشباب وأفراد المجتمع مرتبط بإحياء الفكر الأصيل والتأملات الأساسية والجذرية؛ لأن ذلك يجعل الإنسان يدرك معنى حياته ويتذكره."

4316867

captcha