ایکنا

IQNA

رئيس منظمة الجهاد الجامعي في إیران:

القرآن هو ميثاق الحضارة والبرنامج الشامل للحياة المؤمنة والعقلانية

14:05 - November 09, 2025
رمز الخبر: 3502352
طهران ـ إکنا: صرّح رئيس منظمة الجهاد الجامعي في إیران أن القرآن ليس مجرد كتاب للتلاوة، بل هو ميثاق الحضارة والبرنامج الشامل للحياة المؤمنة والعقلانية، مؤكداً أنه في عصر الهجوم الفكري وهيمنة الصورة على المعنى، العودة إلى القرآن تعني العودة إلى العقلانية والكرامة والهوية.

منتظری

وأصدر رئيس منظمة الجهاد الجامعي في إیران "الدكتور علي منتظري"، اليوم الأحد 9 نوفمبر الجاري رسالة بمناسبة بدء الأسبوع الوطني للقرآن الکریم والعترة الطاهرة في الجامعات الايرانية، وهذا نصّها:

"بسم الله الرحمن الرحیم
 
"وَ قُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَی النَّاسِ عَلی مُکثٍ وَ نَزَّلْناهُ تَنْزِیلاً". (الإسراء/ 106)
 
أيها الطلاب الأعزاء والمثقفون؛
 
في اليوم الأول من أسبوع القرآن والعترة في الجامعات الايرانية، وفي الذكرى السنوية الألف وخمسمائة لمولد الرسول الأعظم(ص)، رسول النور والرحمة، إنه فرصة ثمينة للعودة مرة أخرى إلى النبع الخالد للهداية، أي الخطاب القرآني الأصيل. خطاب يدعو حقيقة الإنسان من أسر المادة إلى قمم المعنى، وينقل المجتمع من الغفلة إلى البصيرة، ومن التفرقة إلى الوحدة، ومن الجمود إلى التقدم.

القرآن كتاب للإنسان الفاعل والمجتمع المتغير. كتاب يطلب منا أن نغيّر عالمنا في ضوء العلم والإيمان والعمل. اليوم، في العصر المعقّد للإعلام والمعنى، أنتم أيها الطلاب الواعون والملتزمون من يمكنكم، بفهمكم العميق للقرآن، كروّاد للحضارة الإسلامية الحديثة، أن توجهوا مسار المجتمع من مستوى الاستهلاكية واللاهدفية، نحو الحكمة والأخلاق والعدالة.

القرآن الكريم ليس مجرد كتاب للتلاوة، بل هو ميثاق الحضارة والبرنامج الشامل للحياة المؤمنة والعقلانية. في عصر الهجوم الفكري وهيمنة الصورة على المعنى، العودة إلى القرآن تعني العودة إلى العقلانية والكرامة والهوية.
 
لكن اليوم، تقع على عاتقكم أيها الطلاب الأعزاء رسالة أكبر. رسالة بناء المجتمع القرآني وتشكيل مستقبل يتشابك فيه العلم والإيمان، والمعرفة والروحانية، والابتكار والعدالة. يجب أن تكونوا مهندسي الحضارة الإسلامية الحديثة، وجيلاً يجسّد المفاهيم السامية للوحي في شكل العلم والتكنولوجيا والفنّ والثقافة من خلال الإبداع والابتكار، ويحوّل الجامعة إلى ساحة لتجلي الإيمان والوعي.
 
مؤسسة الجهاد الجامعي الثقافية والعلمية، التي اعتبرت خدمة القرآن رسالتها منذ الأيام الأولى للثورة الإسلامية الايرانية، ومن خلال تأسيس المراكز القرآنية الجامعية، وتنظيم المسابقة القرآنية الوطنية لطلاب الجامعات، واطلاق وكالة الأنباء القرآنية الدولية (إكنا)، وإنشاء المنظمة القرآنية للطلبة الجامعيين، قد كانت دائماً رائدة في نشر هذا الخطاب النوراني في البيئات الجامعية.
 
اليوم أيضاً، منظمة الجهاد الجامعي هي بيت حضوركم المؤمن والمبدع في هذا المسار. أدعوكم أيها الطلاب الأعزاء للمشاركة بنشاط وحماس في الأنشطة القرآنية والثقافية للجهاد الجامعي. ضعوا أفكاركم وابتكاراتكم في خدمة نشر المعارف القرآنية. وبواسطة لغة العلم والفن والتكنولوجيا، اجلبوا رسالة الوحي إلى صميم حياة المجتمع. اعلموا أن كل خطوة تخطونها في هذا الطريق هي خطوة نحو بناء مستقبل أكثر إشراقاً وإنسانيةً لإيران العزيزة والأمة الإسلامية.

دعونا في ضوء هذه الآية الشريفة: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِی لِلَّتِی هِیَ أَقْوَمُ" (الإسراء/9) أن نختار المسار الأقوم، وفي ضوء كلام الوحي، نبني أساس إيران القرآنية والمتقدمة.
 
captcha