إکنا: عقد الجامع الأزهر، أمس الأحد 16 نوفمبر الجاري، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز في حديث القرآن عن السحاب"، بحضور الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين الأسبق، والدكتور مصطفى إبراهيم الأستاذ بكلية العلوم بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء الإعلامي أبو بكر عبد المعطي.

وفي مستهل الملتقى، أكد الدكتور عبد الفتاح العواري أن قدرة الله تتجلى في النظام الكوني الدقيق، ولا سيما دورة الماء التي تبدأ بإرسال الرياح لواقح تنقل الأبخرة وتُسهم في تكاثفها حتى تتشكل السحب.
وأوضح أن السحب تمثل في حقيقتها بشائر حياة جديدة، مستشهداً بآيات
القرآن الکریم التي تربط بين نزول المطر وإحياء الأرض بعد موتها. وأضاف أن مشاهد البرق والرعد التي تسبق هطول المطر تجمع بين الخوف والرجاء، فيما تحمل السحب الثقال دلائل الرحمة الإلهية.
وأشار العواري إلى أن عملية تكوين السحاب وسوقه عبر حركة الرياح تكشف جانبًا لافتًا من
الإعجاز العلمي للقرآن، فالماء الذي يتنزل عذبًا فراتًا كان أصلُه ملوحًا قبل تبخّره، وهو ما يُبرز قدرة الله تعالى في تحويله إلى نعمة صالحة للإنسان والحيوان والأرض.
ومن جانبه، تناول الدكتور مصطفى إبراهيم الدقة العلمية في عملية تكوين المطر، موضحًا أن حركة السحب تتم وفق نظام محكم يبدأ بتصاعد بخار الماء، ثم تتولى الرياح تصريفه عبر اتجاهات متعددة شرقية وغربية وقطبية، مما يؤدي إلى سوق السحاب في طبقات الجو. واستشهد بآيات قرآنية وصفت هذا التصريف بدقة علمية تتوافق مع ما كشفه العلم الحديث عن حركة الرياح الرأسية والأفقية.
وبيّن إبراهيم أن القرآن الكريم لم يستخدم كلمة "مطر" للدلالة على الماء النازل من السماء، بل استخدم كلمات تحمل دلالات الخير مثل ماء وغيث، بينما خُصّت كلمة مطر في القرآن لوصف العذاب، وهو ما يجسد الإعجاز البياني في تمييز دلالات الرحمة عن دلالات العقوبة.
يُذكر أن ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني يُعقد أسبوعيًا في رحاب الجامع الأزهر تحت رعاية فضيلة الدكتور أحمد الطيب، وبإشراف الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف إلى إبراز الجوانب العلمية والبيانية في آيات القرآن الكريم، من خلال استضافة نخبة من العلماء والمتخصصين.
المصدر: rosaelyoussef.com