
وقد ورد تأثير استغفار النبي (ص) للمؤمنين في عدة آيات من القرآن (محمد: 19؛ النساء: 64).
حتى أن القرآن يخبر عن دعوة المنحرفين لاستغفار النبي (ص) "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ" (المنافقون: 5).
ولكنه يؤكد بعد ذلك أن الكِبر والاستكبار يمنعان من التأثير "سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ" (المنافقون: 6).
لذلك، ما لم يتغير الإنسان ويحدث ثورة في داخله، فإن دعاء النبي (ص) لن يكون فاعلاً أو مؤثراً "اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" (التوبة: 80).
وقد أخبر الله تعالى في حادثة عودة رسول الله (ص) من الحديبية إلى المدينة وقبل دخول المدينة، بأن يأتيك جماعة ويقولون إن ما منعنا من خدمتكم هو أموالنا ونساؤنا وأولادنا، لم يكن لدينا من يتولى رعايتهم، لذا بقينا، ليطلب لهم المغفرة من الله تعالى، ويقول القرآن الكريم "سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا".
بشكل عام، هناك العديد من الآيات في القرآن الكريم التي تشير إلى أن الأنبياء (علیهم السلام) أو الملائكة أو المؤمنين الطاهرين يمكنهم الاستغفار لبعض المخطئين، وأن استغفارهم له تأثير عند الله، وهذا بحد ذاته أحد معاني الشفاعة.