
وأشار إلى ذلك، "عباس سليمي"، الناشط القرآني الایراني، في حديث لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية، واعتبر أن أحد المخاطر الجدية التي قد تهدّد المجتمع الإسلامي هو الوقوف عند حدود الألفاظ، وقال: "إذا اقتصرنا في التعامل مع القرآن الكريم على ظاهر الكلمات فقط، فلن نحصل على الفائدة المرجوة من هذا الكتاب السماوي".
وأشار إلى قول الإمام علي (ع): "ألا لا خير في قراءةٍ ليس فيها تدبر"، مضيفاً: "لهذا السبب، يجب أن تحظى المصادر النورانية الأخرى مثل نهج البلاغة والصحيفة السجادية بالاهتمام إلى جانب القرآن الكريم."
إقرأ أيضاً:
وأردف عباس سليمي قائلاً: "إذا استطعنا نشر محتوى هذه الكتب الثلاثة الشريفة في المجتمع، ونشر الثقافة وجعلها جزءاً من الحياة، فإن آثارها وبركاتها بلا شك ستزيل الكثير من الاضطرابات الأخلاقية والاجتماعية، وتحقيق هذا الهدف السامي لا يمكن أن يتم فقط من خلال إقامة مسابقات قرآنية من قبل منظمة واحدة، بل يتطلب عزماً وطنياً."
واستطرد قائلاً: "من الأفضل أن تقوم وزارة التربية والتعليم منذ المرحلة الابتدائية بإدراج مختارات من معارف القرآن ونهج البلاغة والصحيفة السجادية في الكتب الدراسية بما يتناسب مع فهم الطلاب، وأن يستمر هذا النهج في المراحل الإعدادية والثانوية والجامعية، حتى لا يبقى الجيل القادم غريباً عن هذه المعارف."
واعتبر هذا الناشط القرآني أن الاستفادة من توجيهات القرآن سبب لحل أي مشكلة أو تحدي، وقال: "إذا تم تنظيم إدارة المجتمع والاقتصاد والسياسة والثقافة والأسرة والسلام والأمن على أساس توجيهات القرآن وإرشادات الامام علي(ع) والأئمة المعصومين (ع)، فلن نشهد بعد ذلك إحصائيات مؤلمة مثل زيادة الطلاق أو سجن آلاف الشباب بسبب الجرائم، وبتوجيه أفكار الشباب والمراهقين نحو هذه المعارف، سيأتي يوم هزيمة الحرب الإعلامية للعدو، لأن الشعب الواعي، ذو المعرفة، والمعتمد على الله، سيكون لديه القدرة على مواجهة أي مؤامرة".
وأشار عباس سليمي إلى أن الحياة التي لا ترتبط بالقرآن لا تؤدي أبدًا إلى السعادة، وأن العلم وحده لا يكفي، وأن السعادة والتقدم الحقيقي يتحققان عندما يبنيان على الروحانية والوحي، معرباً عن أمله أن تضع الحكومة ومجلس الشورى الإسلامي الايراني، القرآن ونهج البلاغة والصحيفة السجادية في أولوية القضايا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد.