
وأشار إلى ذلك، الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الإنتفاضة الفلسطينية في مجلس الشورى الإسلامي(البرلمان) الايراني "سيد مجتبی أبطحي" في حديث لوکالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية، على هامش المؤتمر الدولي الخامس للأربعين الحسيني الذي أقيم مؤخراً في مدينة مشهد المقدسة(شمال شرق ايران).
وقال: "إنّ العبادات الاجتماعية في الدين الإسلامي لها إتجاهان ونتيجتان أساسيتان؛ الاتجاه الأول هو تعزيز الوحدة والتماسك في الجبهة الداخلية، وهي جبهة الساعين للعدالة والهادفة إلى نمو ورقي البشرية جمعاء، والاتجاه الثاني هو إعلان البراءة من الذين يمنعون نموّ الإنسان وتمكين الشعوب من إدارة شؤونها بأنفسهم".
إقرأ أيضاً:
وأضاف الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية في البرلمان الايراني: "اليوم تواجه الأمة الإسلامية تهديدات واسعة من أعداء الإسلام وأعداء البشرية، ويمكن أن يكون الأربعين الحسيني منصة لدفع هذه التهديدات وحتى تحويلها إلى فرص، إن الأربعين طاقة يجب أن تتحول إلى ظاهرة شاملة وعالمية."
وأردف مبيناً: "إذا عدنا إلى تاريخ كربلاء، استشهد سيد الشهداء (ع) وأصحابه من الصباح حتى عصر عاشوراء في ساحة المعركة الشديدة، وكان هذا الميدان في الظاهر ميدان هزيمة، ولكن ما حوّل هذه الهزيمة العسكرية إلى نصر تاريخي هو "الحرب الناعمة" بعد عاشوراء."
واستطرد أبطحي قائلاً: "الحرب الناعمة هي التي حولت سيد الشهداء (ع) من جسد مظلوم في المقتل إلى إنسان خالد ومعلم لكل البشرية."
وأوضح: "إن قيادة هذه الحرب الناعمة بعد واقعة كربلاء كانت بشكل خاص على عاتق السيدة زينب الكبرى (ع)، وأصبحت النساء وخاصة السيدة زينب (ع) حاملات راية هذه المعركة الناعمة، وحتى الحفاظ على حياة الإمام السجاد (ع) واستمرار خط الإمامة، كان نتيجة لتلك الحرب الناعمة الذكية، وعلى الرغم من إستشهاد الرجال المقاتلين في ساحة المعركة، إلا أن قافلة الأسرى عادت إلى نقطة تحقق فيها النصر الحقيقي وتغيرت معادلات الحرب الشرسة."
وأردف مبيناً أن الامام الحسين(ع) قد أصبح اليوم القضية المشتركة للشعوب المظلومة في العالم، قضية كل من يسعى إلى التغيير والعدالة وتجاوز المنعطف التاريخي للظلم. إن الخطابات التي كانت تجمع الأمم والثوار في العالم ذات يوم، فقدت فعاليتها اليوم، والخطاب الوحيد المتبقي الذي يربط القلوب ببعضها البعض، متجاوزًا الدين والفكر، هو مدرسة الإمام الحسين (ع) ومدرسة الأربعين.