
أكد
شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، أن "
القضية الفلسطينية لا تحتمل الاختلاف ولا تقبل الحياد، نظرًا لما تعيشه من مستوى خطير من الظلم والعدوان، والخروج على القيم الحضارية والدينية والإنسانية والأخلاقية، في ظل استمرار سفك الدماء وقتل الأطفال وارتكاب جرائم ترقى إلى مستوى الإبادة".
وقال
الدكتور أحمد الطيب خلال استقباله سفير إيطاليا لدى مصر، أجوستينو باليزي، في مقر مشيخة الأزهر في القاهرة، أمس الاثنين، إن "ما يجري في فلسطين لا يمكن وصفه بالحرب، بل هو عدوان وإبادة يرتكبها جيش احتلال مدجج بأحدث الأسلحة ضد شعب أعزل".
وأضاف: "لقد فقدنا العديد من الشهداء في هذا العدوان الجائر، ونتألم كثيرًا لدماء الأطفال والنساء، إلا أن الكيان المحتل ومن يساندونه خسروا أيضًا بعد انكشاف حقيقته أمام الرأي العام العالمي".
وأشار إلى أن "المشهد الدولي يشهد تحولًا ملحوظًا، بعد أن اعتاد العالم تصديق رواية المحتل بفعل الدعاية الكاذبة والآلة الإعلامية التي تروج لادعاءاته"، مؤكدًا أن "الشعوب في الغرب خرجت إلى الميادين لإدانة المجازر في غزة، ووصفت الاحتلال بأنه دولة ارتكبت أبشع الجرائم بحق الإنسانية، ما أدى إلى سقوط الظهير الشعبي الذي كان يسانده".
ووجّه شيخ الأزهر تحية خاصة إلى عمال الموانئ الإيطاليين الذين رفضوا تحميل السفن بالأسلحة المتجهة لقتل المدنيين في غزة، واصفًا موقفهم بالإنساني العظيم، الذي يعكس ضميرًا حيًا وإنسانية صادقة.
من جانبه، أكد السفير الإيطالي أن "بلاده تتمسك بموقف ثابت يدعو إلى تحقيق (السلام) في الشرق الأوسط".
وشدّد على أولوية إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة لتلبية الاحتياجات الملحّة من الدواء والغذاء والمتطلبات الأساسية للسكان المدنيين.
وحتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت 159 دولة اعترافها بدولة فلسطين، من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة، وفقاً للخارجية الفلسطينية.
وقتلت إسرائيل خلال حرب الإبادة التي بدأتها في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ودعمتها واشنطن واستمرت عامين، نحو 71 ألف شهيد فلسطيني، وخلفت ما يزيد عن 171 ألف جريح، ودماراً هائلاً طال 90% من البنى التحتية المدنية بتكلفة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
المصدر: قدس برس