والیوم یمکننا أن نری بوضوح أیادی السعودیة فی أی مکان للمنطقة، وهی أیادی تحمل مجرد أسلحة لتستهدف بها المسلمین جمیعاً من الشیعة والسنة أو المسیحین وغیرهم من أتباع الدیانات الأخری، وعلی وجه العموم تنوی هذه الدولة إحراق المنطقة کلها فی نیران غضبها الناتج عن عزلتها.
وفی الحقیقة أن العملیات الإرهابیة الأخیرة فی لبنان والعراق هی إمتداد لعدم الإستقرار فی سوریا، إضافة إلی کونها حصیلة التلاعبات الخارجیة والتدخلات السعودیة المتمثلة فی تجهیز الجماعات الإرهابیة فی هذه الدول، هذا وبالإضافة إلی أن هذه الأعمال الإرهابیة المدعومة من السعودیة إتسعت حتی إستهدفت روسیا أیضا مما أدی إلی أن یعتبر الرئیس الروسی فلادیمیر بوتین السعودیة دولة إرهابیة.
ولکن ما هو السبب فی تزاید التدخلات السعودیة فی المنطقة؟ إذا أردنا البحث عن الجذور الرئیسیة لهذه التدخلات یجب أن نبحث عنها فی الصحوة الإسلامیة والتطورات التی شهدتها حتی السعودیة، لکن کانت سوریا أول ضحیة لتدخلات السعودیة التی تمت بهدف تحقیق التوازن فی المنطقة بعد فقد حلفاءها السابقین مثل مصر.
السیاسة الخارجیة الجدیدة لإیران وغضب السعودیة من الغرب
هناک عدة أسباب جعلت السعودیة أکثر عزلة علی الصعید الإقلیمی الدولی وهی فوز حجة الإسلام روحانی فی الإنتخابات الرئاسیة الإیرانیة وإتخاذه سیاسة خارجیة جدیدة دعت إلی التفاعل البناء مع العالم خصوصا الغرب، إضافة إلی توقیع إتفاق أولی بین ایران مع مجموعة 5+1 فی جنیف 2 .
هذا وبالإضافة إلی أن السیاسة الخارجیة الجدیدة لإیران أثرت فی علاقة السعودیة مع الغرب، وأن إنخفاض نسبة التوتر فی سوریا أدی إلی أن یضعف التحالف الترکی والقطری مع السعودیة، وإلی أن تصبح السعودیة والکیان الصهیونی وحیدتین فی مواجهة جبهة المقاومة السوریة، بینما العلاقات الإیرانیة الترکیة آخذة فی التحسن.
الإرهاب والتطرف هما هدیة السعودیة للدول الإسلامیة
علی الرغم من الدعایات السعودیة التی تتهم إیران بزعزعة الوحدة بین الدول الإسلامیة نری بوضوح أیادی السعودیة فی أی مکان للمنطقة، وهی أیادی تحمل مجرد أسلحة لتستهدف بها المسلمین جمیعا من الشیعة والسنة أو المسیحین وغیرهم من أتباع الدیانات الأخری، وعلی وجه العموم تنوی هذه الدولة إحراق المنطقة کلها فی نیران غضبها الناتج عن عزلتها.
1351283