وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(اکنا) أنه قال الشیخ ماهر حمود فی خطبة الجمعة التی ألقاها فی مسجد القدس بمدینة "صیدا" فی جنوب لبنان مخاطباً الحرکات والتنظیمات الإسلامیة السنیة: «لا بد من الاستفادة من تجربة الثورة الإسلامیة عند الشیعة لجهة الوصایة والإمامة والعصمة والمهدیة وما إلى ذلک، فیما أن التجربة السیاسیة الإیرانیة تعتمد على فهم عام للإسلام ولا تستند إلى خصوصیة شیعیة معینة».
وأضاف: «الشکل العام للحکم الإسلامی فی إیران یفترض أن یعمم على أی حکم إسلامی مفترض، وذلک بالجمع بین مرجعیة الإسلام للسلطة وبین احترام إرادة الناس وانتماءاتهم، وقد تمکنت إیران من ذلک بأن جعلت مجلس الفقهاء أو صیانة الدستور برئاسة الولی الفقیه أعلى سلطة فی البلاد تستطیع أن تنقض أی حکم صادر عن أی سلطة أخرى، وتستطیع رفض ترشیح أی کان لأی منصب فی الدولة، وفی نفس الوقت یمارس السلطة التنفیذیة رئیس ینتخب ممن الشعب ووزراء، وافق علیهم البرلمان المنتخب من الشعب هو بدوره».
وتابع الشیخ حمود: «هذا الجمع بین المرجعیة الإسلامیة الفقهیة العلیا للدولة وبین ممارسة الانتخابات وإشعار المواطن انه بقوة رأیه ینتخب ممثلیه... هو جمع رائع، بین فکرة الحکم الإسلامی التقلیدیة وبین ما توصل إلیه الغرب من خلال تجاربه الطویلة فی الدیمقراطیة الحدیثة التی تعبر عنها بلفظ السواری، وطبعا هذا یتطلب وجود شعب حقیقی یؤمن هذا النظام ویعمل من خلاله ولا یمکن فرض هذا النظام أو أی نظام آخر بالقوة والعنف کما یظن بعض دعاة الإسلام المزعومین... وللبحث صلة».
وتناول الشیخ حمود عملیات التفجیر الإرهابیة التی ترتکبها الجماعات التکفیریة فی لبنان فقال: «إن هؤلاء التکفیریین لا یبنون مواقفهم على تفاهم سیاسی هنا أو على مصلحة یراها آخرون، منهم فقط الذین یعرفون المصلحة ویقدرونها فقط وهم الذین یقررون أین ومتی یقتلون وما هی الأهداف التی یرونها مناسبة».
وأدان الشیخ حمود «الأصوات الضعیفة التی تستنکر الأعمال الإرهابیة ثم تبحث عن مبرر، فیتحدث البعض عن تماثل بین أخطاء وجرائم النظام وبین الأعمال الانتحاریة المجرمة»، وقال: «إن الجریمة لا تعالج بجریمة والخطأ لا یعالج بخطأ اکبر خاصة عندما یکون باسم الإسلام، وعندما یدعی الإرهابی التکفیری انه البدیل وانه یحمل الحریة والعدالة إلى الشعب السوری وهو یقتله». مدیناً فی الوقت نفسه «ردات الفعل على العملیات الانتحاریة، حیث یعتدى على بیوت وممتلکات أهالی الانتحاریین، وهم بالتأکید لیسوا موافقین على أعمال أبنائهم».
وختم مؤکداً أن «الأهداف التی یرسمها الانتحاریون لن یتحقق منها شیء، بل ستزید الوطن إصرارا وتماسکا ووضوحا فیما یصلح أحوالنا فی لبنان وعلى رأس هذه الأهداف الحفاظ على المقاومة».
المصدر: متعددنت