وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) نقلاً عن الموقع الاعلامی لمکتب قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة أن سماحة آیة الله السید علی الخامنئی استقبل أمس الثلاثاء 27 مایو الجاری وبمناسبة ذکرى البعثة النبویة الشریفة، کبار المسؤولین وسفراء الدول الاسلامیة وشرائح مختلفة من الشعب والمشارکین فی المسابقات الدولیة للقرآن الکریم.
وأکد قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة أن من أهم احتیاجات العالم الاسلامی هو الاهتمام بالفکر وتوخی البصیرة والمعرفة الحقیقة لجبهة اعدء العالم الاسلامی وکذلک الوحدة وتجنیب الخلافات العقائدیة والطائفیة، لافتاً الى أن رایة الاعتزاز بالاسلام اصبحت خفاقة وتزاید الشعور بالهویة الاسلامیة بین المسلمین وان الشعب الایرانی من خلال حسن ظنه وثقته بوعد النصر الالهی یحرز التقدم ویتغلب على المشاکل فی مسار مقارعته للظلم والجهل وانعدام العدالة.
وقدم سماحته فی مستهل اللقاء، تبریکاته بمناسبة ذکرى المبعث النبوی الشریف موضحاً ان أهم سبب لبعثة الانبیاء وخاصة الرسول الاعظم (ص) هو هدایة البشریة نحو استخدام العقل والفکر، مؤکداً على ضرورة الاستفادة من الافکار لحل مشاکل العالم الاسلامی.
وأشار قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة الى الاحداث المؤلمة التی تقع فی العالم الاسلامی بسبب الفهم الخاطئ والمغلوط للبعض عن الاسلام الحنیف والقرآن الکریم وقال: ان عدم التحلی بنظرة صحیحة وفهم عمیق لتوجیهات الاسلام والمفاهیم القرآنیة أدى الى ارتکاب المجازر والظلم بحق المسلمین ومنه اختطاف الفتیات الابریاء فی بلد افریقی باسم الاسلام.
وأضاف: فی الوقت الحاضر فان الاعداء یقومون بمحاربة الاسلام علناً واهم وسیلة لهم فی ذلک اثارة الخلافات العقائدیة والنزاع بین الشیعة والسنة، بحیث اذا تمت الاستفادة قوة العقل والفکر، فبالامکان فضح مؤامرة العدو ودوافعه وعدم الوقوع فی مخطط مضمری السوء للاسلام.
وأکد سماحة آیة الله الخامنئی على ضرورة تشکیل الامة الواحدة باعتبارها واحدة من أهم الحاجات الملحة للعالم الاسلامی، موضحاً أن أحد المآرب الرئیسة لتأجیج الخلافات بین المسلمین وترویج ظاهرة التخویف من الشیعة وایران یکمن فی تستر جبهة الاستکبار على مشاکلها والمحافظة على الکیان الصهیونی الغاصب، مضیفاً: نتوقع من الشعوب المسلمة وخاصة نخب الامة الاسلامیة أن تکون لهم معرفة صحیحة لاعداء الامة الاسلامیة من خلال التدبر والبصیرة وان یلتفتوا جیداً الى هذه الحقائق الواضحة.
وانتقد بشدة المؤسسات والمراکز السیاسیة فی الغرب وقال: ان هذه الاجهزة تتصرف بذات المؤشرات الجاهلیة القدیمة أی ممارسات الظلم والتمییز وسحق الکرامة الانسانیة والترویج لتبرج النساء والفساد والتحلل الخلقی فی حضارته الفاسدة.
ولفت الى ان السبب الاهم فی بعثة الانبیاء لاسیما الرسول الاکرم محمد (ص) یتمثل بهدایة البشریة باتجاه الاستفادة من العقل والفکر ولو استخدمت القوى الفکریة والعقلیة فی اطرها الصحیحة فان الکثیر من مشاکل العالم الاسلامی ستفضی الى الحلول.
وتطرق قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة الى المحاولات العدیدة لقمع الصحوة الاسلامیة، مضیفاً: بالرغم من نجاح حملة القمع فی بعض المناطق حسب الظاهر، لکن الحقیقة ان الصحوة الاسلامیة لا یمکن القضاء علیها.
واکد سماحة آیة الله الخامنئی ان التقدم الذی احرزه الشعب الایرانی فی مختلف المجالات کان فی ظل الاعتقاد برسالة البعثة النبویة المبارکة والوحدة الوطنیة والتصدی ببسالة فی مواجهة العدو والشعور بالامل بوعد النصر الالهی.
وأکد أن سر النجاحات والانجازات والانتصارات التی حققها نظام الجمهوریة الاسلامیة فی ایران خلال مراحل الجهاد على مختلف الصعد الاقتصادیة والسیاسیة والاجتماعیة وفی المجالات الدولیة یتمثل فی الایمان الراسخ بحتمیة تحقق الوعد الالهی بالنصر المبین، وهذا هو الطریق الوحید الذی یسلکه الشعب الایرانی حالیاً ومستقبلاً.
وأثنى سماحة آیة الله الخامنئی على الامام الخمینی (رض) مؤسس الجمهوریة الاسلامیة الذی أنار الدرب للشعب الایرانی وحیا الشهداء الذین ضحوا بأرواحهم فی هذا الدرب، کما اشاد بجماهیر الشعب والمسؤولین الذین یبذلون مساعیهم لتحقیق اهداف الجمهوریة الاسلامیة.
وفی بدایة اللقاء، القى رئیس الجمهوریة حسن روحانی کلمة قدم فیها تهانیه بمناسبة عید المبعث النبوی الشریف، واصفاً البعثة بانها حدث تاریخی عظیم ونعمة للاستفادة الصحیحة من العقل على اساس الوحی الالهی وقال: ان النبی الاکرم صلى الله علیه وآله وسلم کسب القلوب بالمحبة والاخلاق الرفیعة واهدى العلم والتحرر والمعنویة الى البشریة.
واعتبر رئیس الجمهوریة ان التفرقة وانعدام العدالة والعنف والتطرف من اکبر المشاکل التی فرضتها جبهة الکفر على العالم الاسلامی، مضیفاً: ان الثورة الاسلامیة فی الوقت الحاضر تدعو الى الاتحاد والوفاق وتجنب الخلافات بین الامة الاسلامیة فی مواجهة جبهة الکفر.