وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه أکد آیة الله الشیخ محمد علی التسخیری، المستشار الاعلى لقائد الثورة الاسلامیة فی ایران فی شؤون العالم الاسلامی وجود اجماع بین العقلاء من علماء الامة الاسلامیة على ضرورة نبذ التکفیر، معتبراً أن مشروع التخویف من ایران یأتی فی سیاق مخطط الاسلاموفوبیا الغربی، خاصة بعد هزیمة کیان الاحتلال الاسرائیلی امام حزب الله فی عام 2006.
الوحدة الاسلامیة موضع اهتمام دائم من قبل القائد
وقال آیة الله محمد علی التسخیری ان الوحدة الاسلامیة هی من القضایا التی یهتم بها سماحة القائد، ورکز علیها فی خطابه بمناسبة ذکرى المبعث النبوی الشریف، وشدد على أن أی عمل یقوم على تمزیق هذه الازمة بأی شکل من الاشکال یعتبر تآمراً على المسلمات الاسلامیة، وتمهیداً لنفوذ العدو الغاشم.
واضاف: ان القائد رکز على أن الامة یجب ان ترکز على کسب العزة من الله، لکن البعض الیوم ممن ینتسبون للاسلام، یرکزون على اکتساب العزة من الخارج ومن زعماء الاستکبار والاعداء للامة الاسلامیة، کما رکز القائد على مسألة أمن الصحوة الاسلامیة التی لا تقبل القمع والمحو، بل هی لطف إلهی بالامة التی صممت على ان تغیر ما بنفسها، رغم ان التأمر کبیر.
وتابع آیة الله التسخیری: کما رکز القائد على قضیة التخویف من التشیع والتشیع فوبیا أو ایران فوبیا، واکد انه هو فی الواقع لخدمة العدو الصهیونی، معتبراً أن الامة تواجه تحدیات عالمیة، لا تستطیع مواجهتها الا اذا اتحدت وجمعت وقواها وعبأتها فی وجه العدو الغادر.
قطعان التکفیریین والفهم القشری للاسلام
واکد ان قطعان التکفیریین والمتطرفین تعانی من مشکلة التدنی فی الفهم، وتقتل وتذبح وتسرق باسم العمل للاسلام والدعوة الیه، مثل جماعة "بوکو حرام" فی نیجیریا التی قامت باحتجاز الفتیات، معتبراً ان الامة مبتلاة بهذا الفهم القشری الاحمق الذی لا یفهم من القرآن الا لفضا دون المعنى.
وشدد آیة الله التسخیری على ضروة تحذیر الامة من هذه الجماعات التکفیریة التی نراها تعیث فی الارض فساداً، حیث نجد أجلى صورة لها فی سوریا، وتجمعات هذه القطعان من انحاء العالم باموال غربیة وتدخلات استکباریة وعمالة محلیة، وهدمت سوریا.
التخویف من الاسلام والتشیع وایران، مخطط واحد
ووصف آیة الله محمد علی التسخیری المستشار الاعلى لقائد الثورة الاسلامیة فی شؤون العالم الاسلامی محاولات التخویف من التشیع وایران والاسلام بانها سنة استکباریة قدیمة، حیث عندما رأى الغرب الاسلام یکتسح الساحة هناک راح یثیر فکرة الاسلاموفوبیا، لیبعد الجماهیر عن الاسلام، وهی نفسها نجدها فی مسألة التخویف من التشیع، فی محاولة من الاستکبار العالمی لتمزیق الامة جغرافیا ومذهبیا وفکریا.
واضاف آیة الله التسخیری ان التشیع فهم اسلامی اصیل لاهل البیت علیهم السلام للاسلام، فیه الابعاد الانسانیة التی هی فی الاسلام او فی الاخلاق الحمیدة، وفیه النظر الحضاری العقلانی الحواری البیّن، معتبراً ان التشیع صورة اسلامیة ناصعة، لکن العدو الغربی المستکبر یحاول ان یرسم صورة من التشیع صورة یخوف بها العالم الاسلامی من التشیع لیمزق هذه الامة مذهبیاً، وکذلک لیطرح فکرة التخویف من ایران.
واکد ان ایران دولة قامت على اساس الاسلام، ودستور اسلامی خالص وناصع، وهی تدعو لبناء الحیاة على اساس الاصالة الاسلامیة والمعاصرة والتجارب المعاصرة، وایران مرکز الصحوة الاسلامیة التی تمثل الیوم هبة الهیة للامة، وتمثل دماء العافیة التی تسری فی عروق هذه الامة، معتبراً ان الاعداء یریدون فصل الامة عن ایران وعن عناصر الصحوة الاسلامیة لانهم یدرکون ان هذه الامة، اذا ما صحت فانها ستقضی على کل مخططات الاستعمار، وستسد کل المنافذ امام نفوذهم.
مشروع ایران فوبیا فاشل
واعتبر ان هذه الخطة الخبیثة وان استطاعت ابواق الدعایة العالمیة ان تجسدها فی واقعنا، لکنها ستفشل لانها تواجه وعی هذه الامة، واصرارها على التغییر، ونظرتها الرائعة لایران وانجازتها فی مختلف المجالات.
ودعا آیة الله التسخیری عقلاء المذاهب الاسلامیة الى تأدیب السفهاء من اجل اهداف الاسلام، واصفاً هؤلاء بانهم زعانف تتحرک بارادة خارجیة من الاستکبار العالمی لتفتی له بما یشاء للحفاظ على "اسرائیل" وتمزیق الامة، مؤکداً ان التکفیر مرفوض اسلامیاً.
واشار آیة الله محمد علی التسخیری، المستشار الاعلى لقائد الثورة الاسلامیة فی شؤون العالم الاسلامی الى هناک مباردات مخلصة وخیرة لرفض التکفیر والتفریق والدعوة الى الوحدة، مشیراً الى ان قمة مکة الاستثنائیة قدمت خطة عشریة لکل الدول الاسلامیة بمعونة من العلماء، فی مجال الوحدة والتقریب ونبذ التکفیر، والاعتراف بإسلامیة کل المذاهب.
اتفاق بین العقلاء على نبذ التکفیر
کما اشار آیة الله التسخیری الى ان هناک نوعاً من التوتر فی العلاقات بین ایران والسعودیة، وهناک عمل على توتیر الاجواء وخلق التنافر والتناحر، لکن هناک ایضا اتصال جید بین العلماء المخلصین فی ایران والسعودیة والازهر الشریف، حیث یدرک العلماء الواعون ان هذه کلها مما یرفضه الاسلام.
وشدد على ان مستوى التواصل بین العلماء قلیل، وخاصة بعد مستجدات الفترة الاخیرة، والمواقف المتباینة فی القضیة السوریة التی اختلقها الاستعمار لزرع الفتنة بین المسلمین، مؤکداً انها قضیة عابرة، لان الطبیعة الاسلامیة وحدودیة بذاتها.
التحریض على ایران بدأ بعد هزیمة "اسرائیل" فی 2006
واشار آیة الله التسخیری الى انه بعد هزیمة "اسرائیل" امام حزب الله فی عام 2006، عمدت جبهة الاستعمار الموالیة لاسرائیل الى التأجیج الطائفی والتحریک ضد حزب الله، وتأجیج نار الطائفیة، معتبراً أن التواصل یجب ان یتم بین العلماء انفسهم، وثم بین العلماء والسیاسیین، لارشاد المسؤولین بالواقع القائم وضرورة التخلص منه، والعودة الى حالة الوئام والمحبة والانسجام الاسلامی المطلوب.
المصدر: العالم