ایکنا

IQNA

مطالبة بتعزيز التعاون بين المراكز البحثية الإسلامية في أوروبا بمؤتمر كوسوفو

12:40 - October 05, 2025
رمز الخبر: 3501885
إکنا: اختُتمت جلسات مؤتمر "دور العلماء والمفكرين المسلمين في أوروبا" في عاصمة كوسوفو "بريشتينا" بتوصيات دعت إلى تعزيز التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية الإسلامية في أوروبا، وتأسيس شبكات علمية مشتركة تسهم في صياغة خطاب إسلامي متجدد يتفاعل مع قضايا الإنسان المعاصر دون الإخلال بالثوابت الإسلامية.

وبمشاركة أكاديمية واسعة من أساتذة وباحثين من داخل كوسوفا وخارجها، اختتمت كلية الدراسات الإسلامية في العاصمة بريشتينا، والتابعة للمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، فعاليات المؤتمر الدولي بعنوان "دور العلماء والمفكرين المسلمين في أوروبا"، والذي استمر على مدى يومي 3 و4 أكتوبر 2025.
 
حضور لافت متميز

وشهدت جلسات اليوم الختامي مشاركة فضيلة الشيخ وداد ساهيتي، رئيس الأئمة بالمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، ممثلًا عن مفتي كوسوفا فضيلة الشيخ الدكتور نعيم ترنافا، إلى جانب حضور عميد الكلية وأعضاء هيئة التدريس وعدد من الضيوف والباحثين من مختلف الجامعات الأوروبية.
 
لوحة فكرية متعددة الألوان

وجاء اليوم الثاني للمؤتمر بمثابة لوحة فكرية ثرية تنوعت فيها الرؤى بين التأصيل والتجديد، وبين الذاكرة الإسلامية والواقع الأوروبي المتغير. وشهدت الجلسات نقاشات أكاديمية تناولت قضايا الهوية والاندماج والقيادة الدينية والتعليم الإسلامي في أوروبا، إلى جانب موضوعات حول الحوار بين الأديان والثقافات، والتحديات الفكرية في العصر الرقمي، وسط تفاعل علمي لافت من المشاركين الذين قدموا رؤى جديدة لتطوير العمل الإسلامي الأكاديمي في السياق الأوروبي.

الهوية الإسلامية.. جذور راسخة في أرض التعدد

واستعرض الباحثون مفهوم الهوية الإسلامية في المجتمعات الأوروبية، وكيف يمكن للمسلم أن يكون جزءًا من نسيج المجتمع الحديث دون أن يفقد خصوصيته الدينية والثقافية. وأكدت المداخلات أن الإسلام، بقيمه الإنسانية الرفيعة، شريك أصيل في بناء الحضارة الأوروبية الحديثة.
 
المؤسسات الإسلامية.. قلاع للمعرفة وحصون للاعتدال

وأبرزت الجلسات الدور الحيوي للمؤسسات الدينية والتعليمية في تشكيل الوعي الإسلامي الأوروبي، واستعرضت نماذج من التجارب الناجحة في التعليم والإرشاد، مؤكدين أن المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا تمثل نموذجًا رائدًا في ترسيخ قيم الوسطية ونشر ثقافة التعايش.
 
الفكر الإسلامي في العصر الرقمي

وتناول الباحثون أثر الفضاء الرقمي على الفكر الإسلامي، ودعوا إلى حضور فاعل للمؤسسات الدينية في هذا المجال عبر خطاب معرفي يجمع بين الثبات على القيم والانفتاح على أدوات العصر، بما يعزز وعي الأجيال المسلمة في مواجهة التيارات الفكرية المتسارعة.
 
التعليم الإسلامي.. بوابة العبور نحو المستقبل

وناقش المتحدثون التجارب الأكاديمية في التعليم الإسلامي داخل أوروبا، مشددين على ضرورة تطوير المناهج ودمجها بالعلوم الإنسانية الحديثة. وقد نالت كلية الدراسات الإسلامية في بريشتينا إشادة خاصة بوصفها منارة علمية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتُخرّج أجيالًا من العلماء تجمع بين الفكر والاجتهاد والوعي برسالة الإسلام الحضارية.
 
الحوار بين الأديان.. جسر تلتقي عليه القيم الإنسانية

وخصص المؤتمر محورًا مهمًا لقضية الحوار بين الأديان، مؤكدًا أن هذا الحوار يمثل أداة أساسية لبناء مجتمع أوروبي يسوده السلام والاحترام المتبادل، وهو امتداد للمبادئ الإسلامية الداعية إلى التعارف والتعاون بين الأمم والثقافات.
 
رؤى تتجه نحو المستقبل

واختُتمت الجلسات بتوصيات دعت إلى تعزيز التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية الإسلامية في أوروبا، وتأسيس شبكات علمية مشتركة تسهم في صياغة خطاب إسلامي متجدد يتفاعل مع قضايا الإنسان المعاصر دون الإخلال بالثوابت الإسلامية.
 
جولة علمية إلى مدينة بريزرن

واختتمت فعاليات المؤتمر برحلة ثقافية إلى مدينة بريزرن جنوب كوسوفا، إحدى أهم المدن الإسلامية التاريخية في غرب البلقان، والمشهورة بتراثها العثماني والألباني العريق. وتُعرف بريزرن بـ"مدينة المآذن" لاحتضانها أكثر من 40 مسجدًا داخلها، وما يزيد على 100 مسجد مع القرى المحيطة، ما يجعلها ثاني أكثر مدن البلقان بعد سراييفو من حيث عدد المساجد.
 
المؤتمر في جوهره.. ذاكرة علمية وحركة فكرية

لم يكن المؤتمر مجرد فعالية أكاديمية، بل محطة فكرية تؤرخ لجهود العلماء والمفكرين المسلمين في أوروبا الحديثة، وتبرز إسهاماتهم في ترسيخ قيم المعرفة والتواصل الحضاري، وتعزيز الوعي الديني القائم على العقل والانفتاح.
 
كلية الدراسات الإسلامية في بريشتينا.. صرح أكاديمي رائد
 
وتُعد كلية الدراسات الإسلامية في العاصمة بريشتينا، والتابعة للمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، واحدة من أبرز المؤسسات الأكاديمية المتخصصة في العلوم الشرعية والفكر الإسلامي في منطقة البلقان. فمنذ تأسيسها، اضطلعت بدور محوري في تكوين أجيال من العلماء والأئمة والباحثين الذين أسهموا في تعزيز الهوية الدينية والثقافية للمجتمع الكوسوفي المسلم.
 
وتتميز الكلية ببرامجها العلمية التي تجمع بين الدراسات القرآنية والحديثية والفقهية والفكرية، إلى جانب الاهتمام باللغات والبحث الأكاديمي، ما يجعلها منصة تربط بين الأصالة والمعاصرة. كما تُعد جسرًا للتواصل العلمي بين كوسوفا والعالمين العربي والإسلامي، وتشارك بفاعلية في المؤتمرات الدولية، مما يعزز حضورها الأكاديمي في أوروبا والعالم الإسلامي.
 
المصدر: مسلمون حول العالم 
captcha