وأشار الى ذلک، الکاتب والباحث، والإعلامی العراقی المقیم فی إنکلترا "علاء الخطیب" فی حوار خاص له مع وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا)، مبیناً أن السید السیستانی عندما أفتى بهذه الفتوى أراد بذلک وحدة العراق وحمایة المجتمع العراقی من هؤلاء الظالمین والتکفیریین، ولذلک تم استقبال الفتوى وبالخصوص من قبل الشارع السنی باعتبار أن السید السیستانی یمثل الحالة الأبویة للعراقیین کافة.
وأوضح أنه أصدرت جماعة علماء العراق فتوى مماثلة لفتوى سماحة السید السیستانی وحثت العراقین علی التطوع والدفاع عن الوطن، والعرض والمال ازاء هذه الهجمة الإرهابیة وفی الواقع کانت فتاوی علماء السنة عضداً لفتوى سماحة السید علی السیستانی، لیؤکدوا على وحدة الموقف العراقی.
وأکد علاء الخطیب أنه أفتى کبار علماء السنة مثل الشیخ "رافع الرافعی" مفتی دیار العراق، و"الشیخ احمد الکبیسی" فتاوی مشابهة لفتوى الجهاد الکفائی الذی أصدرها سماحة السید السیستانی، لذلک کان وقع هذه الفتوى واقعاً جیداً باعتبارها أن هذه الفتوى تدافع عن الوطن، والأرض العراقیة، والحرمات.
وأشار الباحث والکاتب العراقی أن هذا ما أکدته الفتوى بأنه تحقیقها یجب أن یکون ضمن اطار الدولة وکل المتطوعین یجب أن یکونوا تحت إشراف القوى الأمنیة والجیش العراقی.
دخول داعش بالعراق؛ مؤامرة دولیة
وحول التحرک السریع لداعش فی العراق، قال علاء الخطیب: هناک نقطة مهمة أن داعش لن تتحرک بهذه السرعة لولا وجود الحواضن التی إستقبلتها فی هذه المناطق، مبیناً أن هناک أیاد خفیة تعمل مع داعش هم البعثیین والنقشبندیین وهؤلاء الذین یتم تمویلهم من قبل بعض دول إقلیمیة، محذراً من أن هناک مؤامرة کبرى على المنطقة.
وأضاف الکاتب والباحث العراقی علاء الخطیب: أن کل هذه الأمور مرتبطة بالمعادلة فی سوریا والأرض السوریة، عندما تلقى جماعة "داعش" ومختلف الجماعات الإرهابیة الضربات القویة القاسیة فی سوریا، حاولت أن تخرج الى منفذ وتسلط الأضواء مرة جدیدة علیها، لذلک جماعة "داعش" التکفیریة إتخذت بمساعدة بعض الحواضن فی العراق وعناصر من البعثیین أن تسیطر على بعض المناطق والمدن فی العراق ورأینا هناک تعاون کبیر جداً بین فلول النظام السابق الدیکتاتوری وداعش لذلک لایمکن أن نقول ان جماعة داعش بوصفها القلة القلیلة دخلت الى العراق وأسقطت مدینة أو مدینتین أو بعض المدن.
وصرح علاء الخطیب أن هولاء الدواعش ما دخلوا العراق بقوتهم ولکن دخلوا هذا البلد بمؤامرة إقلیمیة وداخلیة من قبل بعض من سلموا هذه المدن الى جماعة داعش وغیرها.
اسرائیل هی الممولة الرئیسیة لتدمیر مقدسات المنطقة
وحول دعم هذا التنظیم الإرهابی، أنه قال الباحث و الکاتب العراقی: ان إسرائیل هی الممولة الرئیسیة لتدمیر کل ما هو مقدس فی المنطقة، مشیراً الى أن أن هناک دولاً إقلیمیة مثل السعودیة، و قطر، وترکیا التی إتفقت مصالحهم على تدمیر هذه المنطقة وکل ما هو مقدس فیها، تدعم داعش وهذه الدول کانها تدعم الشیاطین الذین هم یکونون خارجین عن الشرعیة الإنسانیة ولیس فقط الشرعیة القانونیة وهذه الدول هی التی خلقت تنظیم "داعش" الارهابی.
حدود الله لا تقام بالحقد وسفک الدماء
وأشار علاء الخطیب الى الشعارات التی یطلقها هذا التنظیم الإرهابی لإقامة حدود الله، قائلاً: ان أعضاء داعش من خلال رفع شعار اقامة حدود الله یسعون الى تدمیر الإسلام وذلک من خلال رفع هذه الشعارات المزعومة، موضحاً أن حدود الله لا تقام بالکراهیة ولیس هناک دین یجد الناس بهذه الطریقة ویقطع الرؤوس، ویشق الصدور، ویأکل الأکباد.
صدور فتوى مقاتلة داعش من قبل الأزهر الشریف
وأشار الباحث والکاتب العراقی الى مواقف المنظمات الدولیة حول الأحداث الأخیرة التی یشهدها العراق، موضحاً: رأینا مواقف وأصوات جیدة ومشرفة من قبل المنظمات الدولیة مثل مجلس الأمن للأمم المتحدة، والإتحاد الأوروبی، وجامعة الدول العربیة، مشیراً الى أن الأزهر الشریف أفتى بمقاتلة هذا التنظیم الإرهابی، معتبراً أن قتال داعش واجب وان کل هذه الفتاوی تصب أیضاً فی مصب الفتوى الحکیمة التی أطلقها المرجع الأعلى فی العراق آیة الله العظمى السیستانی(حفظه الله).
وأشار الی تأثیر هذه الاجراءات المتطرفة لتنظیم داعش الارهابی على تشویه صورة الاسلامیة والمسلمین، قائلاً: کل المسلمین متألمون وکل هؤلاء هم متضررون من هذه الحرکة الظلامیة لأنها تشوه الدین والعقیدة، والإنسانیة.
وأشار الى أنه کان للکویت صوت وموقف داعم للعارض، وکذلک الموقف الداعم للعراق من الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ووقوفها الى جانب العراق.
وصرح علاء الخطیب أن النسیج الإجتماعی لا یتأثر بمثل هذه الحرکات لأن الشعب العراقی الیوم ملتحم بوحدة واحدة ورأینا أعداد المتطوعین وهذا الحضور الجماهیری الکبیر وهذا الإندفاع لمقاتلة هؤلاء التکفیریین.
وأشار إلى محاولة الأعداء وبعض دول المنطقة لبث التفرقة بین الشیعة والسنة، قال: ان البعض یریدون أن یخلوا فجوة ویظهروا أن هذه الحرب ضد داعش هی حرب طائفیة بین السنة والشیعة، والبعض یریدون أن یروجوا لهذا المفهوم بأنه هناک حرب بین الشیعة والسنة.
وأضاف أن الشیعة و السنة إخوة، قال: أوجه ندائی الى کل محبی الانسانیة فی العراق والعالم أن یکونو صفاً واحداً لمحاربة هذه القوى الظلامیة الکارهة للنور وهذه القوى التکفیریة الإرهابیة، ویجب أن نقف کأمة إسلامیة واحدة.
وفی الختام، أکد الباحث و الکاتب العراقی المقیم فی إنکلترا: أننا نرید أن نحافظ على الإسلام والعقائد الإسلامیة التی جاء بها النبی (ص) لتکون هذه العقائد مناراً یهتدی بها الناس وأن ننشر الإسلام الصحیح العقائدی الذی جاء به النبی (ص).