وقال ذلک، الأکادیمی السوری والمدرس فی فرع تاریخ الادیان بجامعة دمشق "الدکتورمحمد الشیخ" فی حوار خاص له مع وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) بمناسبة الیوم 15 من شهر رمضان المبارک، ذکری ولادة ثانی الأنوار المحمدیة الإمام الحسن بن علی(علیهما السلام) موضحاً: ان الامام الحسن(ع) ظُُلم أکثر من کل الائمة(ع) هذه المظلومیة التی تأخذ طابعاً خاصاً اذ ظلمه أتباعه أکثر مما ظلمه باقی الناس.
وأکد: عندما وافق الامام الحسن(ع) علی الصلح لم یتنازل عن الامامة لاننا کما نعلم بنظریة الامامة ان الامامة خاصیة تکوینیة فی شخصیة الامام لایمکنه أن یتخلى عنها أو ینزعها عن نفسه، بل لقد تخلی الامام الحسن(ع) عن القضیة الحیاتیة، والقضیة الدنیویة، والامر السیاسی.
وأوضح: الامام الحسن(ع) امام شیعی لاهوتی تکوینی ولایمکنه أن یتخلی عن منصب الامامة لان امامته مستمرة الی یومنا الحاضر وکلنا نعلم أن الامام الحسین(ع) کان تحت حکم وامارة الامام الحسن(ع) وعندما صالح أخوه مع المعاویة لم یعترض الامام الحسین(ع) بأدبه الامامی علی هذا الصلح فاذا صالح المعصوم(ع) فهذا یعنی انه اختار الافضل والاصلح لمصلحة الأمة الاسلامیة.
الامام الحسن(ع) فضّل الحل السلمی علی انتهاج العنف
وأضاف: الامام(ع) امتلک رؤیة استراتیجیة بان الحل اللاعنفی یمکن أن یصون ویحفظ الاسلام أکثر من الحل العنفی خصوصاً اذا کانت الجهة المقابلة من الاحزاب والتوجهات المضادة للفکر الاسلامی لذلک انا اقول ان الامام الحسن(ع) رجّح مصلحة الاسلام العلیا علی المصلحة الخاصة بأن یکون رئیساً أو خلیفةً أو زعیماً سیاسیاً.
وأشار الی المؤتمرات التی تقام فی العالم الاسلامی حول الفکر ونهج الائمة المعصومین(علیهم السلام)، قائلاً: ان المؤتمرات خطوة جیدة فی عالم الفکر الاسلامی أو العصر الذی نجد أن النخب لابد أن تلتقی وتتلاقی فکریاً لانتاج المنظومات الفکریة التی من الممکن أن تشق البارقة تسیر وراءها المجتمعات التی مازالت تعانی من التخلف وقصر النظر السیاسی، وقصر النظر الاقتصادی، وقصر النظر العلمی.
وأضاف الدکتور محمد الشیخ: هذه النخب لابد أن تعمل وتفعل دورها فی قیادة المجتمعات الاسلامیة عبر المؤتمرات وهذه المؤتمرات تؤدی الی اقناع الفکرة بشکل کبیر والنهوض بالمجتمعات التی تنتمی الیها هذه النخب.
وقال: أنا أری أن المؤتمرات ضرورة ملحة فی عالمنا الشرقی بحیث ربما أن لاتکون ملحة فی المجتمعات المتحضرة ولکن کلما کان المجتمع متخلفاً أکثر فتکون المسئولیة علی عاتق النخب أکبر وأکبر.
وفی الختام، عبر "الدکتور محمد الشیخ" عن شکره لوکالة "إکنا" للأنباء القرآنیة، قائلاً: "أشکر وکالة إکنا للأنباء لانها أتاحت لی هذه الفرصة لان أتکلم حول هذا الموضوع عبر صفحاتها وأخاطب الجمیع بأن یقرأوا ویتعلموا وأنا دائما أقول لطلاب الجامعة "لا تقرأوا ولاتدرسوا لکی تنجحوا" بل "ادرسوا لکی تفهموا" والفهم هو غایتنا.
نشکرکم علی هاذه الوکاله المفیده التی تکرس وقتها لخدمت الدین و تثقیف الشعوب نتمنی لکم النجاح الاکثر
دمتم سالمین