وأشار الی ذلک، المحلل السیاسی البحرینی المقیم فی لندن ورئیس حرکة "خلاص" البحرانیة، عبدالرؤوف الشایب، فی حدیث خاص له مع وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) قائلاً: ان الظروف المأساویة التی یعیشها إخواننا فی قطاع غزة ظروف صعبة جداً بسبب الغارات التی یشنها الکیان الصهیونی بشکل یومی ومتکرر.
وأضاف أن الشهداء تجاوزوا 1800 شهید إضافة الی الجرحی وهذه القضیة لایمکن أن تمر دون أن تثلم فی قلب کل مسلم وکل إنسان ذی ضمیر انه یری الأطفال والنساء والمدنیین تشن علیهم مثل هذه الغارات بشکل یومی والشهداء یتساقطون واحداً تلو الآخر.
وأردف أن هذه الجرائم المتکررة تؤلم کل إنسان مبیناً أنها تأتی تحت غطاء دولی أی غطاء أوروبی وغطاء أمریکی لهذا الکیان الصهیونی وأعتقد أن هذا العدوان الإسرائیلی یکشف زیف هؤلاء عندما یتحدثون عن حقوق الإنسان والعدالة والإنصاف فی المنطقة وعن إقامة السلام.
وأکد أن کل ذلک یؤکد اننا مقبلون علی إنفجار کبیر فی المنطقة سببه هذا الخذلان الذی نواجهه من قبل هؤلاء المتشدقین بالدیموقراطیة وحقوق الإنسان.
الحکام العرب یأتمرون بأوامر الأمریکان
وحول صمت الدول والحکومات العربیة تجاه ما یحصل فی غزه قال عبدالرؤوف الشایب: ان حکام العالم العربی من الواضح أنهم یأتمرون بأوامر من الأمریکان و البریطانیین وکلا الطرفین یدعمان بشکل قوی الکیان الصهیونی وبالتالی کل ما یقولونه وکل المفردات التی تخرج من أفواههم ما هی الا فی هذا السیاق وفی هذا الإطار.
وأشار الی کلمة حاکم السعودیة الملک عبدالله بن عبدالعزیز، قائلاً: ان هذه الکلمة جاءت لتکشف واقعاً بدل أن یطرح مسئلة الدفاع عن غزه جاء لیکشف الموقف المتخاذل والموقف المتکاسل من قبل هؤلاء الحکام.
واستطرد قائلاً: ان آل سعود بینما یرسلون جیوشهم الی البحرین لکی یقمعوا الحرکة المطلبیة والشعبیة فی البحرین لیسوا مستعدین بأن یعطوا حتی رصاصة واحدة الی إخواننا فی غزة لینقذوا بها أنفسهم أمام هذا الطغیان الإسرائیلی وبالتالی ما هو الا فرقعات وحدیث عن ان هناک خطاب وجهه حاکم السعودیة فی وقت انه لایقدم أی شئ للقضیة الفلسطینیة.
تغییر الأنظمة العربیة یصب فی خانة التوجهات الأمریکیة
وفیما یخص تأثیر الصحوة الإسلامیة التی أدت الی تغییر البعض من الأنظمة العربیة فی الدفاع عن القضیة الفلسطینیة، قال عبدالرؤوف الشایب: ان معظم الدول العربیة التی حدث فیها تغییر انما جاء هذا التغییر بضوء أخضر من الأمریکان وبدعم دولی وهذا التغییر یصب فی خانة التوجهات الأمریکیة لذلک لانتوقع عن بلدان ما تسمی بالربیع العربی ان تصدر مواقف مؤیدة لإخواننا المقاومین فی غزة ولکن کل هذه المواقف سوف ترتسم بخریطة أمریکیة خصوصاً فی مصر التی تقع تحت حکم العسکر لیسوا الا منفذین للإرادة الأمریکیة وان کانوا یتظاهرون بالإستقلال وبالخلاف مع الأمریکان.
وأکد ان مصر والعدید من الدول العربیة تدعم بقوة التوجهات الأمریکیة ولذلک نری ان الحرب الشاملة ضد الإخوان وتنظیم الإخوان فی الدول العربیة جاءت فی سیاق سعودی وأمریکی لذلک لا نتوقع من الدول التی حدث بها تغییر الا مزیداً من الضوء الأخضر للصهاینة لیقوموا بقمع أکبر تحت ذریعة أنهم داعمون للإخوان المسلمین.
الفیتو الأمریکی سیعارض أی دعم أممی لغزه
وحول واجب المؤسسات الدولیة وخاصة الإسلامیة منها فیما یخص القضیة الفلسطینیة والتصدی للعدوان علی غزة، قال المحلل السیاسی البحرینی: ان هناک الکثیر من المنظمات التی یمکن ان تقدم ولو بشکل جزئی ولو إعلامیاً دفعاً للإمم المتحدة لکی تتخذ قرارات ولکن نحن نعلم ان هذه المسائل دائماً تتم معارضتها بالفیتو الأمریکی کما ان الکثیر من القرارات وصلت الی الأمم المتحدة بدفع شعبی وجهد مؤسساتی وصدرت فی ذلک تصویتات فی الأمم المتحدة ولکن بنهایة الأمر لا یصدر قرار لأن الفیتو الأمریکی کان دائماً طمقة ضد قرار أی تحرک ضد الصهاینة ولذلک أعتقد أن المنظمات الحقوقیة ومنظمات المجتمع المدنی لایمکنها الا توعیة الرأی العام العالمی اما اتخاذ القرارات فلا تتخذ فی أروقة  الأمم المتحدة لأن مازالت أمریکا هی السند والراعی وإسرائیل رقیبتها المحترمة لذلک لانتوقع إصدار قرار دولی ضد هذا.
وأکد ان الأمر الوحید الذی یمکن ان تقوم به منظمات حقوق الإنسان هو تشجیع المقاومة وتشجیع الوقوف ضد هذا العدوان وتأیید من یقوم بمساندة الإخوة فی غزه سواء بالمال أو بالسلاح.
المقاومة فی غزة سطرت ملاحم أسطوریة
وحول دور المقاومة فی التصدی للعدوان الصهیونی، قال رئیس حرکة "خلاص" البحرانیة: ان المقاومة أثبتت جدارتها وأثبتت أنها موجودة وأنها لایمکن أن تتنازل وأن تقبل بالذلة التی ترید أن تملیها علیها إسرائیل.
وأردف ان هناک شعب یقاوم ویقتل ویقدم الشهداء والدماء بشکل یومی ومستعد ان یستمر الی آخر رمق والی آخر نفس بهذه الکیفیة ویمکن ان لا یقدم أی تنازل لإسرائیل واعتقد ان المقاومة سطرت ملاحم أسطوریة بغزة ولازالت تقاوم ولم یظهر علیها أی شئ من التراجع والإنکسار وهذا أمر مشجع ویعطی دافعاً الی الإخوة المسلمین والعرب فی العالم.
وأوضح ان ما یحتاجه الفلسطینی الیوم لیس حضور المقاتلین من الدول العربیة هناک انما ما یحتاجه هو ان تدعمه بالمال وبالسلاح وهم جدیرون بأن یحرروا أرضهم وان یتصدوا لهذه العصابة التی تحکم إسرائیل لرفع هذه الغدة السرطانیة من جسد العالم الإسلامی.
وختم عبدالرؤوف الشایب حدیثه بالقول اننا علی ثقة تامة بأن إخواننا فی فلسطین قادرون علی التصدی ولو إحتاج الأمر الی فتوی والی أمر جهادی إسلامی أو عربی فإن الأبواب ستکون مفتوحة علی مصراعیها ولکننا نعتقد ان هذه الغدة السرطانیة لا تحتاج الی عدد أکبر من الإخوة المجاهدین فی غزة کی یقاوموا وببسالة کل ما تحتاجه غزة وکل ما یحتاجه المقاومون هناک و الدعم المعنوی والمالی ولا شئ أکثر من ذلک وهذا کفیل بأن یوقف کل العدوان الإسرائیلی.