وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة العالمیة(إکنا) أنه أثار حادث قریة “الدالوة” بمحافظة الأحساء فی المنطقة الشرقیة بالسعودیة،الذی ذهب ضحیته خمسة أشخاص وإصابة تسعة بجروح، أثناء إحیاء ذکرى عاشوراء، العدید من التساؤلات حول مرتکب وهویته والجهة التی تقف خلفه، والتوقیت والمکان الذی وقعت فیه، ومن المستفید منه، فی ظل غیاب تام من المعلومات عن تفاصیله، وعدم تبنی أی جهة خلال الساعات الماضیة مسؤولیتها عنه، ولماذا قریة “الدالوة” بالذات رغم أن الاحتفالات بیوم عاشوراء تمت فی مدن وقرى المنطقة ذات الأغلبیة الشیعیة؟ وهل للحادث علاقة بردود الفعل فی العوامیة على حکم القتل تعزیرا على الشیخ نمر بن باقر النمر الذی أصدرته المحکمة الجزائیة المتخصصة، وما حدث بعده من مواجهات بین مجهولین والدوریات الأمنیة، أم له علاقة بمن یکفرون الشیعة ویرون فی احتفالاتهم بیوم عاشوراء من الشرکیات أو من الکفر؟
ثلاثة ملثمین أطلقوا النار
طبقا للروایة الرسمیة الصادرة من شرطة المنطقة الشرقیة والتی جاءت على لسان الناطق الإعلامی بشرطة المنطقة: “إنه عند الساعة الحادیة عشرة والنصف من مساء یوم الاثنین الموافق 10 / 1 / 1436هـ، وأثناء خروج مجموعة من المواطنین من أحد المواقع بقریة الدالوة بمحافظة الأحساء، بادر ثلاثة أشخاص ملثمین بإطلاق النار بإتجاههم من أسلحة رشاشة، ومسدسات شخصیة وذلک بعد ترجلهم من سیارة توقفت بالقرب من الموقع، مما نتج عنه مقتل (5) أشخاص، وإصابة (9) آخرین، حیث تم نقلهم إلى المستشفى لتلقی العلاج والرعایة الطبیة اللازمة، وقد باشرت شرطة الأحساء فی إجراءات الضبط الجنائی للجریمة والتحقیق فیها، ولا یزال الحادث محل المتابعة الأمنیة”.
وأعقب ذلک بیان آخر باسم المتحدث الأمنی لوزارة الداخلیة، أعلن فیه بأنه “إلحاقا للتصریح المنسوب للناطق الإعلامی بشرطة المنطقة الشرقیة بتاریخ 11/ 1/ 1436هـ عن تعرض مجموعة من المواطنین لإطلاق نار من ثلاثة أشخاص ملثمین بقریة “الدالوة” بمحافظة الأحساء، مما نتج عنه مقتل (5) منهم وإصابة (9) آخرین، أسفرت المتابعة الأمنیة للحادث بتوفیق الله تعالى عن القبض على (6) أشخاص، ممن لهم علاقة بالجریمة الإرهابیة، وذلک فی عملیات أمنیة متزامنة تم تنفیذها فی محافظة شقراء بمنطقة الریاض، ومحافظتی الأحساء والخبر بالمنطقة الشرقیة”.
مقتل رجلی أمن واثنان مطلوبان
وفی بیان ثانٍ لوزارة الداخلیة قالت فیه إنّه تم “رصد وجود عدد من المشتبه بتورطهم بالمشارکة فی ارتکاب الجریمة الإرهابیة، بمجمع استراحات بحی المعلمین بمحافظة بریدة بمنطقة القصیم، وأثناء مباشرة رجال الأمن فی إجراءات القبض علیهم تعرضوا لإطلاق نار کثیف من أسلحة رشاشة، حیث تم التعامل مع الموقف بمقتضى الأنظمة والرد على مصدر النیران بالمثل مما أسفر عن مقتل المطلوبَین وعددهم (2)، کما نتج عن تبادل إطلاق النار استشهاد النقیب محمد حمد العنزی، والعریف ترکی بن رشید الرشید، وإصابة وکیل الرقیب عبد الرحمن خلیفة الحربی والعریف عبد الرحمن شجاع الحربی وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقی العلاج والرعایة الطبیة اللازمة”.
وأشار البیان إلى “القبض على (9) أشخاص آخرین، اضافة لمن سبق الإعلان عنهم، منهم (4) تم القبض علیهم بمحافظة بریدة، و(2) تم القبض علیهما فی محافظة البدائع بمنطقة القصیم، بالإضافة إلى شخص فی محافظة الأحساء، وشخص فی محافظة شقراء، وآخر فی مدینة الریاض لیصبح إجمالی المقبوض علیهم من المتورطین فی هذه الجریمة حتى الآن (15) شخصا فی (6) مدن مختلفة من المملکة”.
هیئة کبار العلماء
وقد عبّرت الأمانة العامة لهیئة کبار العلماء عن استنکارها الشدید للحادث الإجرامی الذی وقع بمحافظة الأحساء، وأدى إلى مقتل خمسة من المواطنین وإصابة تسعة آخرین، وقال الأمین العام لهیئة کبار العلماء الشیخ فهد بن سعد الماجد إن “هذا الحادث الإجرامی اعتداء آثم وجریمة بشعة یستحق مرتکبوه أقسى العقوبات الشرعیة، لما انطوى علیه من هتک للحرمات المعلومة بالضرورة من هذا الدین، ففیه هتک لحرمة النفس المعصومة وهتک لحرمات الأمن والاستقرار وحیاة المواطنین الآمنین المطمئنین، وهتک للمصالح العامة، وما أبشع وأعظم جریمة من تجرّأ على حرمات الله وظلم عباده وأخاف المسلمین، فویل له من عذاب الله ونقمته ومن دعوة تحیط به”.
10% من سکّان السعودیة
وتقع الأحساء فی المنطقة الشرقیة الغنیة بالنفط والتی تعد المرکز الرئیس للشیعة الذین یشکلون نحو عشرة بالمئة من سکان السعودیة ذات الغالبیة السنیة، وتعد مناطق القطیف والأحساء مرکزین رئیسین لحرکات الاحتجاج لدى الطائفة الشیعیة فی السعودیة، احتجاجا على ما یقولون إنّه تهمیش لوجودهم وتمییز ضدهم فی المؤسسات والمناصب الحکومیة، وأظهرت تسجیلات مصورة بثت فی مواقع للتواصل الاجتماعی، وتزعم أنها تصور محصلة الهجوم حیث تظهر جثة على الأرض والدماء، تحیط بها خارج مبنى واناسا یتحرکون مسرعین ویطلبون المساعدة، ویحتفل الشیعة حول العالم بذکرى عاشوراء إحیاء لمقتل الإمام الحسین حفید النبی محمد فی معرکة قبل 1300 عام.
الشارع السعودی تفاعل مع الحادثة منذ الإعلان عنها ، بـ الإستنکار والشجب، مؤکدین على أنها شرارة خطیرة یجب إطفاؤها بشجب فعل فاعلها من الجمیع وإیقاع العقوبة المستحقة علیه.
المصدر: التقریر